ماذا بعد زيارة مهيدية وعتابه لبعض رؤساء الجماعات الترابية التابعة لاقليم الخميسات ؟

في زيارة خاطفة لعمالة الخميسات، اجتمع والي جهة الرباط سلا القنيطرة بداية شهر يوليوز مع رؤساء الجماعات الترابية بالاقليم ورؤساء المصالح والمديريات بحضور عامل الاقليم منصور قرطاع ورجال سلطة ومنتخبون .

وكان موضوع الاجتماع هو الاستماع الى حصيلة أولية لبعض الجماعات التي سبق وأن طرحت مشاكلها في اللقاء الأول،خاصة فيما يتعلق بكهربة الأحياء المهمشة والنائية وربطها بقنوات الصرف الصحي، والانكباب على ملفات الوداديات السكنية العالقة منذ عدة سنيين وذلك في إطار المبادرة الملكية للتنمية البشرية.

لكنه ، تفاجأ بأن دار لقمان لا زالت على حالها باستثناء بعض الجماعات التي اعتمدت على مواردها الخاصة وقنوات تمويل مختلفة،ما جعله يتساءل عن الأسباب التي حالت دون ذلك،خاصة وانه في اللقاء الأول الذي جمعه مع كل المتدخلين بالاقليم بما فيهم رجال السلطة أوصاهم بالمواطنين “ساعدوا المواطنين وبادروا إلى التعاطي مع مشاكلهم المشروعة بكل جدية، واضعا خريطة الطريق التي يتعين بلورتها في إطار التنسيق مع المدراء الجهوين للقطاعات الحيوية.”

حيث تضمنت كل تدخلات رؤساء الجماعات الترابية تبريرات

وبعدما ظهر أن منطق التنمية بات بعيد المنال بإقليم الخميسات، وبعدما تأكد والي الجهة من نوايا بعض رؤساء الجماعات الترابية بالاقليم، يبقى السؤال ماذا سيحدث بعد كل هذا؟ هل سيسلك ولاي الجهة مسطرة أخرى لفرض منطقه في الإشتغال؟ أم أنه سيضطر لمواكبة القافلة بكل أعطابها؟

إقليم الخميسات، كما يعلم الكل، يعد من الأقاليم المنكوبة، التي رغم جهود بعض الغيورين على منطقة زمور، يبقى دائما رهين وحبيس لسياسة تفرضها مجموعة من اللوبيات، الغاية منها عزل الاقليم عن الجهة ومحاصرته من كل جهة تفاديا لانفتاحه وتنميته وانعتاق ساكنته.

فأكثر من 35 دوار لا زالت دون كهرباء بالاقليم،دون مسالك ولا طرق،حتى الماء الصالح للشرب، تجدهم يضطرون لقطع أكثر من 10 كيلومترات لجلب بعض القنينات،فيما تبقى الماشية عرضة للعطش ومهددة بالموت.فالاشتغال يجب أن ينصب على هذه المشاريع التي لها صلة مباشرة مع المواطن،فلا سياسة دون وجود معادلة تستحضر الانسان كوسيلة وغاية،والواقع اليوم يزكي ما ذهب اليه بعض المتتبعين بالاقليم، حيث اعتبروا أن التنمية يجب أن تنطلق من الانسان والى الانسان،فلا يمكن الاعتماد على معطيات تغيب عنصر البشر، لأنه هو الغاية في كل شيء كما يقول جلالة الملك في خطبه .

فالذي ينتظره سكان إقليم الخميسات، هو البحث عن سبل كفيلة بخلق وسائل تضمن تنمية مستدامة بالإقليم، وهذا لن يتأتى في ظل وجود لوبي سياسي اقتصادي،همه الوحيد هو الحفاظ على مصالحه وتسييج امتيازاته ، لذلك، يطمح الغيورون بالاقليم الى إحداث زلزال بالمنطقة، على الأقل لخلخلة التوازن السلبي الذي يجهض كل المبادرات الحسنة للدولة ولبعض الساسة الذين يعدون على رؤوس الأصابع.