الأستاذة مسعودة القاسمي :الرغيف الأسود

عندما يصبح الرغيف مستباح …رغيف المعرفة التي تسعى اليها …رغيف الفكرة الحبلى بأمالك…رغيف القيم التي تقبع بين اوصالك …رغيف التاريخ الذي يقتات منه حاضرك ومستقبلك …رغيف الانسانية التي تولد منها مشاعرك …رغيف الوطن الذي يأويك …رغيف الأمة التي تحويك …رغيف الهواء الذي تتنفس …رغيف الخبز الذي تأكل ….فلا شيء في هذا العالم بلا مقابل ..بلا ثمن …انسانيتك هي الثمن مهما تطور العقل البشري وتقدم في العلوم وصنع هالة من التكنولوجية التي تمجد ذاك العقل المصمم والمبدع لكل جديد بريقه في رصاصة تلقى في سورية او في العراق أو في فلسطين أو اليمن وكل الارض العربية … انسانيتك تستباح برغيف اسمه الديمقراطية …انسانيتك في شوارع حلب وفي الموصل وغزة واللاذقية …إنسانيتك في بورما تحرق صباحا وعشيةعندما يصبح الرغيف مستباح …رغيف ألامك واحلامك …رغيف صوت الهوية امامك رغيف قرع طبول اوصالك …رغيف هزات ضمير حكامك…رغيف شريان الحق تقطع وجدانكالكل يتحث ،يصرخ ويصيح في جنون فاضح ،يحب التغيير يسعى اليه ويطول المسير ،الكل يلتصق بقاطرة سرعتها جنونية كانها ريح غربية ،الكل يبحث عن الحقيقة الخفية إلاك انت سيدتي الانسانية . الكل ينظر للرغيف في حيرة غير عادية ،حيرة تسلب العقل ،حيرة تشوبها مسحة من الانفعالية ،الكل فارقته افكاره الميدانية وضاع الرغيف وضاعت الانسانية . الطيبون هم القلة الغبية رغيفهم هو القضية ،ولصوص الليل والنهار في نعيم وهنية . الكل ينتظر الطلقات ويراقب التحاليل والاستنتاجات ويراجع ايام صبرا وشاتيلا الخاليات والتغيير تدفق ليس باليسير ،وقناصوا الرغيف اجادوا التدبير واحكموا الاقفال ورسموا الخارطة من زمن طويل . عندما يصبح الرغيف مستباح …الكل يقول معول اعوج خرق البطون وفانوس نوره لن يطول ،والانسانية تئن تحت انقاض مدافع الحداثة والعلمانية . واولائك الطيبون هم القلة الغبية رغيفهم صورة لرصد القضية او مؤتمر هنا او هنا ينددون فيه بعد تنفيذ العملية ، تموت الانسانية ويبقى التنديد له الاولوية .

14805419_577049575815690_1082631960_n