” المنتدى العالمي للهجرة بمراكش إعمال الحكامة في مجال الهجرة في الدورة 11 “

ذكرت الورقة التقديمية للمنتدى العالمي للهجرة بمراكش أن الغالبية العظمى من المهاجرين الدوليين عبرت الحدود عن طواعية وعن طريق قنوات منتظمة. ويبلغ عدد هؤلاء حوالي 258 مليونا ،أكثر من 150 مليون منهم من العمال المهاجرين. ومع ذلك، فإنه من الصحيح أيضًا أن ملايين الأشخاص يغادرون بلدانهم الأصلية هربا من الفقر ونقص فرص العمل، في حين يجبر آخرون على ذلك بسبب النزاع أو العنف المجتمعي أو الكوارث الطبيعية أو الآثار الضارة للتغيرات المناخية، والأزمات التي يساهم فيها الإنسان،والتي قد تؤدي إلى انتهاك حقوق الإنسان الأساسية، مثل الولوج إلى الصحة (بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية)، والتغذية أو التعليم الأساسي.
وحسب الوثيقة ذاتها فإن العوامل البيئية تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على هشاشة الأفراد والأسر والمجتمعات، وقد تدفع بهم إلى الهجرة.وتشمل هذه العوامل الكوارث الطبيعية، فضلاً عن التأثير البطيء للتغيرات المناخية والبيئية (درجات الحرارة القصوى والتصحر إلخ) والتي تهدد سبل عيش السكان المحليين(الفلاحة وتربية المواشي وغيرها). وتشكل الأزمات الناتجة عن تدخل الإنسان، مثل الحروب الأهلية، أحد الأسباب الرئيسية لتدفقات المهاجرين واللاجئين؛ ولكن حتى خارج تدفقات اللاجئين، فإن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للنزاعات، بما فيها انعدام الأمن الغذائي والصحي، وعدم الاستقرار السياسي، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتنامي الشبكات الإجرامية، قد تدفع إلى الهجرة (انظر المراجع التالية لمزيد من المعلومات عن دوافع الهجرة ).
ويأتي إنعقاد الدورة ال11 للمنتدى بعد الدورة العاشرة التي احتضنتها برلين السنة الماضية برئاسة مشتركة أيضا للمغرب والمانيا، في وقت حاسم تحتل فيه الهجرة مكانة بارزة في الأجندة السياسية الدولية خاصة بعد إعلان نيويورك الصادر في شتنبر 2016، وفي ظل الاستعدادات المتعلقة بوضع ميثاق عالمي للهجرة وميثاق عالمي حول اللاجئين.
وجاء في ورقة تأطيرية كشفت عنها الوزارة المنتدبة لدى وزارة الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بمغاربة العالم وشؤون الهجرة.
أن الرئاسة المشتركة لألمانيا والمغرب تعتبر مبادرة فريدة لثلاثة أسباب على الأقل أولها أن طبيعة الرئاسة المشتركة تضع شركاء الشمال والجنوب على قدم المساواة في تدبير النقاشات حول الانشغالات المشتركة المتعلقة بالهجرة، أما السبب الثاني، تضيف الورقة، فقد قامت هاتان الحكومتان لأول مرة بوضع أهداف واضحة ومركزة للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية على مدى عامين (وهي الفترة التي تتزامن مع إعداد الميثاق العالمي للهجرة والتنفيذ السريع للجوانب المتعلقة بالهجرة في أهداف التنمية المستدامة). وبخصوص السبب الثالث، فإن الحكومتين أعطتا في السنوات الأخيرة المثال من خلال تطبيق سياسات استشرافية للهجرة على مستوى بلديهما.
مراسلة / سلمات : أرض بلادي