جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

يُعد سوق الجملة للخضر والفواكه بمنطقة الرحمة واحداً من أبرز الأسواق الشعبية التي تراكمت فيها مشاكل عديدة عبر السنين، حيث يعمل داخله عشرات الباعة منذ أكثر من عقدين في ظروف غير مهيكلة تفتقر لأبسط شروط التنظيم والنظافة والتجهيز.
المشهد العام للسوق يكشف عن فوضى كبيرة في توزيع المحلات، انتشار الأتربة، غياب البنية التحتية، إضافة إلى الازدحام وغياب الرقابة. ومع أن المنطقة المحيطة بالسوق أصبحت من المناطق المعروفة بارتفاع قيمة العقار، إلا أن السوق نفسه بقي على حاله دون تطوير أو بديل واضح.
الباعة يشتكون منذ سنوات طويلة من عدم التواصل معهم وعدم تقديم حلول جدية. فبالنسبة لهم، مشكل السوق ليس فقط في وضعه الحالي، بل في غياب أي بديل منظم يمكن أن يُرحَّلوا إليه. كثير منهم يعتمدون كلياً على هذا المكان لكسب قوت يومهم، بمن فيهم نساء أرامل وأسر بسيطة لا تملك مصدراً آخر للدخل.
كما تتسبب ظروف العرض وغياب التجهيزات في فساد جزء من السلع، ما يرفع تكلفة الخضر على المواطن ويزيد خسائر التجار. ويؤكد العديد منهم أنهم يضطرون لبيع منتجاتهم بأثمان منخفضة لتجنب الخسارة، في وقت ترتفع فيه تكاليف النقل والتخزين.
بشكل عام، يعكس وضع سوق الجملة بالرحمة نموذجاً لمشاكل أسواق شعبية كثيرة بالمغرب، حيث يطغى غياب التنظيم والبديل، وتستمر المعاناة اليومية للباعة والمهنيين رغم مرور سنوات طويلة على مطالبهم. ويبقى الحل مرتبطاً بتدخل حقيقي من الجهات المعنية لإعادة تأهيل الفضاء أو توفير سوق بديل يحفظ كرامة العاملين ويوفر خدمة أفضل للساكنة.
