” مخطط المغرب الأخضرعائدات تصدير المياه المغربية العذبة نحو الخارج “

هل تعلمون أن أوروبا عموما وإسبانيا خصوصا منعت على فلاحيها زراعة البطيخ الأحمر أو الدلاح تجنبا لاستنزاف الفرشة المائية لبلدانهم علما بأن الدلاحة الواحدة تستهلك أكثر من 1000 لتر من الماء طيلة فترة نموها.
وتصدير هذه الغلة كما يقع مع هجرة الأدمغة، يدل على أنه ليست حكومتنا من تبحث عن أسواق خارجية لبيع هذا المنتوج بل حكوماتهم هي التي تبحث عن منتجين في الخارج لهذه الفاكهة لتزويد أسواقهم الداخلية دون استنزاف ثرواتهم المائية.
الحقيقة نحن نصدر مياهنا وليس منتوج آخر.
السؤال المطروح هو : هل تستطيع عائدات البطيخ الأحمر لهذه السنة و المقدرة ب 978 مليون درهم، إذا خصمنا منها الضرائب ،مستحقات الجمارك، ثمن النقل والجني ، اليد العاملة وكذا جميع المصاريف المرتبطة بهذه الزراعة من زيعة مختارة هجينة مستوردة و غالية الثمن، الأدوية والأسمدة المصنوعة بالخارج، خدمة الأرض و حفر الآبار بأنواعها بأعماق الأرض قد تناهز 200 متر وتخزين مياهها لسقي الغلة، أن يقي ساكنة تلك المناطق المنتجة من شبح العطش الذي يتربص بهم ويهددهم بالموت أو الهجرة إلى المدن الكبرى لتكريس معظلة مدن الصفيح وتفريخ المزيد من أحزمة الفقر.
قد يظن البعض أننا ضد انتعاش الفلاحة بالمنطقة وتحسين الدخل الفردي، لكن حقيقة الأمر أن السكان الأصليين لا يستفيدون سوى من ثمن زهيد يتقاضونه من المنعشين الكبار من خارج المنطقة كراء للأرض وكذا أيام العمل أثناء عملية الجني لمن يقوى على ذلك.
توثيق : إدريس أيت حدو
مراسلة : سلمات : أرض بلادي