FB_IMG_1465791562272

لم يتقبل المستغلون للقفة في رمضان لأغراض انتخابوية، أن تتخذ وزارة الداخلية قرارا يقضي بمنع توزيعها خلال رمضان على الفقراء والمعوزين، كما جرت العادة في شهور رمضان السابقة.
وجاء قرار المنع، تزامنا مع قرب إجراء الانتخابات التشريعية في سابع أكتوبر المقبل، الأمر الذي أغضب العديد ممن كانوا يعولون على “بركة القفة” من أجل استقطاب أصوات انتخابية جديدة، قد تنفع يوم الاقتراع، حيث يتوقع أن يشتد التنافس حول من سيظفر بأكبر عدد من المقاعد من أجل قيادة الحكومة المقبلة.
وقال ناشط جمعوي “حسنا فعلت وزارة الداخلية”، عندما قررت إغلاق الباب في وجه بعض السياسيين الذين يختبئون في جلابيب بعض الجمعيات، والمنتشرة في الأحياء الشعبية، من تحويل المساعدات الرمضانية الإحسانية، إلى حملات انتخابية للحصول على دعم انتخابي إضافي من قبل جيش الفقراء والمعوزين الذين تزداد أعدادهم في رمضان.
وانتبهت وزارة الداخلية من خلال التقارير التي ترد عليها من مختلف الأقاليم والعمالات، إلى خطورة الوضع، وسارعت إلى توجيه تحذيرات شديدة اللهجة إلى الولاة والعمال لمنع أي استغلالي انتخابوي للقفة وباقي أنواع الإعانات الرمضانية.
ورغم أن المصالح المركزية التي قررت منع “القفة” خـــــــــــــلال رمضـــــــــان لم تتهم أي جهة بالاستغــــلال الانتخابوي أو السياسيوي، فإن بعض الوجوه الحزبية المعروفة خرجت عن صمتها، ونددت بهذا المنع، وانبرت للدفاع عن أصحاب الحسنات الذين اعتادوا مع حلول رمضان الانخراط بتلقائية في العمل الإحساني دون حسابات سياسية.
وفي هذا السياق نفسه، خرجت أمينة ماء العينين، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب عن صمتها، وردت بقوة على قرار الداخلية، رغم أنه لم يخرج رسميا، وظل طي الكتمان قبل أن تكشف “الصباح” مضامينه.
ووجهت هذه البرلمانية النشيطة انتقادات لوزارة الداخلية على خلفية قرارها القاضي بمنع المساعدات عن الفقراء في رمضان، لافتة إلى أن ذلك جاء من أجل ما أسمته “وقف هوس “بيجيدي” بالفوز في الانتخابات”، وهي بذلك تعطي إشارة قوية إلى بدء “الحرب” مبكرا مع وزارة محمد حصاد، وذلك قبل حلول موعد سابع أكتوبر المقبل.
وأوضحت ماء العينين أن “التوجه نحو منع المساعدات الاجتماعية عن الفقراء والمعدمين في رمضان، قرار غير صائب وغير حكيم”، مضيفة أن “العديد من المغاربة المحتاجين يعيشون على المساعدات الاجتماعية، والإعانات الخيرية التي تصلهم من الأفراد المحسنين ومن الجمعيات”.
وأضافت البرلمانية التي تصنف من أحسن وأجود برلمانيات “بيجيدي” على مستوى الحضور الإعلامي “قد ينشط العديد من مناضلي الأحزاب في جمعيات المجتمع المدني، هذا أمر عاد ومألوف، فلا معنى لمنع عمل الجمعيات، لأن سياسيين منخرطين فيها، وإلا وجب التنصيص على التنافي في القانون”، مردفة بطريقة لا تخلو من تهكم “اتركوا الفقراء يحصلون على بعض المساعدات، ولا تظلموا الناس مرتين، مرة بسبب سياسات واختيارات جعلت فئة من المغاربة تفطر في رمضان حد التخمة، وترمي ما بقي على المائدة (ويكون وفيرا) في القمامة، وفئة أخرى من المغاربة تنتظر من يطرق بابها لحظة الإفطار لمنحها ما توقف به صيامها، ومرة بمنع الإعانات بجرة قلم وبهواجس انتخابوية”.
عبد الله الكوزي

ماء العينين: لا تقتلوا التراحم                  

أكدت ماء العينين أن الفقراء يعتبرون المساعدات في رمضان مهمة ويسعون إليها، علما أن العديد من الجمعيات التي تنشط في العمل الخيري لا علاقة لها ولا لأعضائها بأي حزب، كما أن مناضلي الأحزاب من حقهم إنسانيا وقانونيا الانخراط في المبادرات الاحسانية ابتغاء لوجه الله تعالى”، مؤكدة أن “المتحزبين أيضا هم أبناء هذا الوطن، مسلمون مؤمنون يحبون عمل الخير في سبيل الله، نعم يمكن أن يقوموا بأعمال خيرية كأفراد، لكن الجمعيات تسهل العمل على الذين يبحثون عن كتمان مبادراتهم، حتى لا تعلم شمائلهم، ما أنفقت أيمانهم”.
وفيما يشبه الأوامر، وجهت ماء العينين خطابا مباشرا لصناع القــرار فــي وزارة الداخلية، إذ قـــالت “لا تقتلــوا التــراحم والتــآزر والتضــامن بــين المغــاربة، فهي قيم ضامنة لصمود المجتمع واستمراره في ظل التفاوتات الطبقية وغياب العدالة الاجتماعيــة، لا تمنعــوا ابتسامــة الأيتــام، فشهـــر رمضـان هو شهر عبادة وتقرب الى الله، وليس شهر احتساب الأصوات الانتخابية”.