جريدة أرض بلادي – عبد الفتوح كريمة –

في ثاني أيام ملتقى سينما المجتمع ببئر مزوي في إقليم خريبكة، احتضن الفضاء الثقافي للمعهد التقني الفلاحي، يوم الجمعة 14 نونبر 2025، جلسة مفتوحة جمعت عشّاق السينما بالناقد والصحافي أحمد سيجلماسي، ضمن برنامج الاحتفاء بذكريَيْ المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال الذي تنظمه جمعية الشروق.
اللقاء الذي أشرف على تقديمه الفنان والأستاذ عبد الإله الخطابي، خُصّص لاستعراض وإطلاق كتاب سيجلماسي الجديد: “الفيلموغرافيا السينمائية المغربية.. الأفلام الطويلة من 1955 إلى 2024″، وهو عمل توثيقي يُعدّ ثمرة بحث واسع يرصد تطور الإنتاج السينمائي الوطني على مدى سبعين عاماً، منذ السنوات الأولى للاستقلال إلى غاية آخر المستجدات في 2024.
وفي مداخلته، شدد الخطابي على القيمة المعرفية للكتاب، معتبراً إياه إضافة حقيقية للخزانة السينمائية المغربية، ومرجعاً أساسياً للباحثين والدارسين لما يتضمنه من توثيق دقيق وتحليل لمسارات تطور الفيلم المغربي عبر العقود.

من جهته، توقّف سيجلماسي عند أبرز التحولات التي عرفتها السينما الوطنية، مسلطاً الضوء على تنوّع المواضيع واتساع رقعة الإنتاج، ومشيراً إلى المؤهلات الكبيرة التي يمتلكها المغرب لبناء صناعة سينمائية أكثر انتظاماً وجودة. كما دعا إلى تحسين آليات التوزيع والتسويق داخلياً وخارجياً، أسوة بالتجارب العربية والدولية التي حققت تقدماً في هذا المجال.
ولم يغفل سيجلماسي الإشادة برواد الإخراج في المغرب، ممن تركوا بصمتهم في الذاكرة السينمائية الوطنية، من بينهم حسن بنجلون، نبيل لحلو، نبيل عيوش، حكيم النوري، مصطفى درقاوي وآخرون ممن أسهموا في بلورة الهوية الفنية للسينما المغربية.
اللقاء اختُتم بالدعوة إلى تعميم مبادرات مماثلة في المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية، لما توفره من فرص للتفاعل المباشر مع الجمهور وتعزيز الحضور الثقافي في الهوامش. كما شدد سيجلماسي على أهمية دعم الباحثين والكتّاب من مواصلة أدوارهم المعرفية والثقافية.

وفي أجواء امتزج فيها النقاش بالشغف، فتح السيجلماسي حواراً مع الحاضرين، قبل أن يوقّع نسخاً من عمله التوثيقي، وسط ارتسامات إيجابية عبّر خلالها الجمهور عن تقديره لقيمة هذا المرجع الذي يثري الذاكرة السينمائية المغربية ويضيء مسارها الممتد عبر سبعة عقود.

