أرض بلادي _عزيز بنعبد السلام
تقدم جريدة ارض بلادي برنامجا السيرة الذاتية تحت عنوان “شخصيات …” يعده و يقدمه الاستاذ عزيز بنعبد السلام . البرنامج السيرة الذاتية يستضيف على مدار حلقاته عددا من الوجوه و الفعاليات التي قدمت و لا تزال تقدم خدمات جليلة لهذه المنطقة و الوطن، كما يستضيف ثلة من المجتمع المدني المبادر و الطموح بغرض وشخصيات أخرى تسليط الضوء على تلك الشريحة الواسعة التي تعمل غالبا في صمت من أجل تنمية و رفاهية المجتمع اليوم سيتم تسليط الضوء عن البرلمانية خديجة اروهال عن حزب التقدم والاشتراكي بجهة سوس ماسة أكادير
في زمن تتسارع فيه التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية، تبرز شخصيات نسائية تكتب أسماءها بحروف من ذهب في سجل الريادة والنضال. من بين هذه الشخصيات اللامعة، تبرز خديجة أروهال، الأكاديمية والسياسية المغربية التي جمعت بين عمق الفكر، وجمالية الشعر، والتزام النضال السياسي والحقوقي، لتصبح صوتًا قويًا للمرأة الأمازيغية والمغربية على السواء، وحضورًا بارزًا في الساحة الوطنية والدولية.
مسار أكاديمي متميز
بدأت خديجة أروهال مسيرتها من أبواب الجامعة، حيث حصلت على إجازة في الدراسات الأمازيغية، ما أتاح لها التعمق في اللغة والثقافة الأمازيغية التي ظلت دومًا في صلب انشغالاتها الفكرية والشعرية. لكنها لم تتوقف عند ذلك، بل واصلت مسيرتها الأكاديمية لتحصل على ماستر في الدراسات الأفريقية، تخصص الديناميات المجتمعية عبر الحدودية بين المغرب وأفريقيا، وهو ما يعكس رؤيتها العميقة لفهم التفاعلات الثقافية والاجتماعية في القارة السمراء، وارتباط المغرب الوثيق بجذوره الأفريقية.
نائبة برلمانية تنطق بصوت الشعب
على المستوى السياسي، تُمثل خديجة أروهال نموذجًا للمرأة الملتزمة سياسيًا، حيث تشغل منصب نائبة برلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية. في قبة البرلمان، بجهة سوس ماسة تدافع عن قضايا العدالة الاجتماعية، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه النساء، والشباب، والهوية الثقافية المغربية المتنوعة. بحضورها المميز، تسهم في صياغة السياسات العمومية، وتجعل من صوتها صدىً للهموم الشعبية، خاصة في المناطق المهمشة.
شاعرة الأمازيغية وصوت الثقافة
لا يمكن الحديث عن خديجة أروهال دون التوقف عند تجربتها الإبداعية. فهي شاعرة أمازيغية مرموقة، تتقن التعبير الشعري بلغة الأرض والتاريخ. استطاعت من خلال قصائدها أن تعبر عن قضايا الهوية، والحرية، والمرأة، والوطن، بلغة صادقة وعميقة. وقد تُرجمت أعمالها إلى عدة لغات، ما سمح لها بأن تتجاوز الحدود الجغرافية، وتصل إلى قلوب قرّاء من مختلف الثقافات.
وقد نالت عن تجربتها الشعرية العديد من الجوائز المرموقة، أبرزها:
الجائزة الكبرى للقناة الثانية بالمغرب سنة 2008.
الجائزة الأولى للشعر الأمازيغي الملتزم بالجزائر، تأكيدًا على البُعد المغاربي لشعرها.
الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية سنة 2012، وهي من أعلى الجوائز التي تُمنح في مجال الأدب الأمازيغي.
وجه دبلوماسي وحقوقي بارز
تُعرف خديجة أروهال كذلك بنشاطها الدبلوماسي، حيث تمثل المغرب في العديد من المحافل الدولية والمغاربية والأفريقية، مرافعةً عن قضايا الشعوب، ومدافعةً عن الحقوق الثقافية واللغوية. كما أن لها حضورًا قويًا في مجال حقوق الإنسان، لا سيما في ما يخص حقوق النساء ، حيث تُسهم في خلق مساحات للحوار والدفاع عن العدالة والمساواة.
تكريمات واعترافات دولية
حظيت خديجة أروهال بتكريمات عديدة، أبرزها حصولها على لقب (المرأة الحرة)، وهو لقب يختزل مسارها النضالي والشعري والسياسي. كما تم تكريمها في عديد من المؤتمرات والندوات الأدبية الدولية، وهو ما يعكس الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين تحظى بهما في الأوساط الأكاديمية والثقافية.
رمز للقيادة النسائية والثقافية
تمثل خديجة أروهال اليوم رمزًا إيجابيًا للقيادة النسائية في المغرب والعالم العربي، إذ استطاعت أن تدمج بين الفكر والسياسة والثقافة والنضال الحقوقي، في مسار متكامل يجمع بين الانتماء والحداثة، والهوية والانفتاح. إنها امرأة تؤمن بأن الكلمة يمكن أن تكون أداة مقاومة، وأن القصيدة يمكن أن تُعبر عن أمة، وأن النضال السياسي يمكن أن يُبنى على أسس ثقافية وإنسانية متينة.
إن خديجة أروهال ليست فقط نائبة برلمانية أو شاعرة أمازيغية، بل هي وجه مغربي ناطق بالحرية، بالكرامة، وبالهوية. نموذج يُلهم الأجيال القادمة، ويؤكد أن المرأة المغربية قادرة على اقتحام كل المجالات، بكل قوة واقتدار.