أعمال التخريب: ظاهرة سلوكية أم حالة من السيبة؟

جريدة أرض بلادي_الحي الحسني_

جميلي بوشعيب_


تشاء الصدف أن يكون يوم إصلاح التخريب الذي طال ممر درج ليساسفة 1 من طرف شباب تنسيقية متطوعي ليساسفة، هو 13مارس حدث اليوم الوطني للمجتمع المدني، و هي رسالة من التنسيقية للجمعيات المحلية قصد التصدي لظاهرة تخريب الممتلكات العمومية .هذه الظاهرة التي لا تقتصر على المغرب فقط بل تعرفها جميع دول العالم الثالث و إن كانت لها جذور تاريخية تمتد لشعوب الوندال والرومان بحيث نجد أن أغلب تماثيل الدولة الرومانية مبثورة اليد أو الرأس، يعمدون لذلك كفعل مقدس و نلاحظ أن أنواع التخريب تتم غالبا عبر التحطيم أو الجرافيتي الذي هو الكتابة على الحائط أو الرسم تتضمن كلاما نابيا أو شتائم أو رسائل ساخرة وتنتشر هذه الكتابات في شوارعنا،و حتى داخل المؤسسات التعليمية باعتبار هذه الأماكن جزء من الدولة ككيان سياسي تمثل مفهوم الصالح و الملك العام.

فالظاهرة هي سلوكية تتجلى فيها جميع التعابير النفسية الشادة.(كبت جنسي.أنانية مفرطة.تغليب الصالح الخاص على العام الذي هو ملك للجميع)،و هذه السلوكيات التي تتم كرد فعل قهري ناتجة عن حالات متعددة منها ( الإكتئاب. التفكك الأسري. العدوانية المفرطة)،و هذه العدوانية تكون عند الأطفال القاصرين الذين يحاولون من خلالها شد إنتباه الناس لهم عن طريق التنفيس التخريبي الناتج عن الظلم و القهر، و هي حالات نفسية تصنف ضمن الشعور بعدم الإنتماء، و نجد ظواهر التخريب تنتشر في الملاعب والمدارس و الحافلات، و هي تعابير صارخة على الرفض و العيش داخل الجماعة، إذ نجد عدم التعايش و التساكن بين الدولة و المخرب الذي يعتبر الملك العام ملك الدولة التي يعتبرها خصمه.و هذا السلوك الشاذ في مجتمعنا له أسباب تتجلى في غياب الوازع الخلقي و الديني وضعف التربية الإجتماعية في غياب ثالوث النصح والتوجيه (التعليم.الإعلام.الأسرة).إننا إذن أمام إضطرابات نفسية للأجيال، تفرض علينا دولة و أسرة و جمعيات و أحزابا، العمل كل من جانبه لبناء قيم الإنسان السليم أو الجيل السليم، و إلا فإننا لن نلحق ركب الرقي بأجيال مريضة لا تقدر فضاءات شوارعها وسيما أننا ننفق الملايين من خلال ردع الجانحين و إصلاح الممتلكات، فكلفة الجهل أكبر بكثير من صناعة جيل سليم، فالمسؤولية مشتركة والمركب واحد