أمسية موسيقية تحتفي بتراث حسن ميكري: إرث فني يتحدى الزمن

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

احتضن مسرح محمد السادس بالدار البيضاء، مساء أمس الجمعة، أمسية فنية خاصة لتكريم الفنان الراحل حسن ميكري، أحد أعلام الموسيقى المغربية ومؤسس مجموعة “الإخوان ميكري”، بحضور شخصيات بارزة من عالمي الفن والثقافة.

 

نظم المجلس الوطني للموسيقى، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، هذه الأمسية التي هدفت إلى الاحتفاء بالمسار الفني المتميز للراحل حسن ميكري، أحد رواد الموسيقى المغربية الحديثة. وتمثل الأمسية فرصة لتعريف الأجيال الشابة بتيار “الميكري” الموسيقي الذي شكل ثورة فنية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لما قدمه من أعمال موسيقية تجمع بين الأصالة والحداثة.

 

أحيا الحفل الفنان ناصر ميكري، نجل الراحل، بمرافقة أوركسترا متعددة الثقافات بقيادة المايسترو حمزة أمازغار، وبمشاركة الفنان فؤاد زبادي والسوبرانو سميرة قادري كضيفي شرف. وشهدت الأمسية تقديم أغانٍ مميزة من إرث حسن ميكري، بينها “مانتاش وحدك”، “هداك أنا”، و”ليلي طويل”، بتوزيعات موسيقية جديدة أعدها ناصر ميكري.

 

وفي تصريح له خلال الحفل، عبّر ناصر ميكري عن تأثره الكبير قائلاً: “هذا التكريم شرف كبير لي، فهو يتيح لي مشاركة أعمال والدي مع الجمهور. المشروع الذي اشتغلنا عليه يعكس إيمانه العميق بالابتكار الموسيقي، ونحن مصممون على المضي قدمًا في هذا المسار”.

من جهتها، أشادت وفاء بناني، أرملة الراحل ورئيسة اللجنة المنظمة، بمكانة حسن ميكري، واصفة إياه بـ”الرجل الاستثنائي الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، مانحًا الموسيقى المغربية لمسة فريدة”.

 

الفنان فؤاد الزبادي، الذي قدم أغنية “إسكندرية” الشهيرة، أكد اعتزازه بأداء هذا العمل الأيقوني، معتبراً أن إرث حسن ميكري يعكس عمق وثراء الموسيقى المغربية.

 

ولد حسن ميكري سنة 1942 بمدينة وجدة، وينتمي لعائلة فنية عريقة. برز ككاتب كلمات، ملحن، مغنٍ، وفنان تشكيلي، إلى جانب كونه باحثًا في الخط الأيقوني الفارسي. أسس مجموعة “الإخوان ميكري” التي قدمت لمسات موسيقية استثنائية، وجمع بين الفنون المختلفة بأسلوب فريد.

 

حظي الراحل بتكريمات عديدة، منها الميدالية الذهبية من أكاديمية “الفنون – العلوم – الآداب” في باريس، و”ميدالية الحرية العالمية” من المعهد الأمريكي للسيرة الذاتية.

 

بفضل هذه الأمسية، يستمر إرث حسن ميكري في الإلهام، ليؤكد مكانته كرمز ثقافي يخلد في ذاكرة الموسيقى المغربية، وجسر يمتد بين الأجيال، محافظًا على غنى التراث وروح الابتكار.