جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-
الزهرة المسعودي-
رواية تحدثث عن نهاية القرن الحادي والعشرين ،الذي أصبحت فيه الصين تقود العالم الى تطور تكنولوجي مهول، وتفاجئ العالم دائما بتقنياتها واختراعاتها المتطورة بحيث اهتمت الرواية بهذا الأمر وجعلته محركا للسرد داخل الرواية، إذ وضح الكاتب تقدم الصين في جميع المجالات في حين أن امريكا (القوة الاقتصادية العظمى حاليا ) فقدت هيبتها وسيطرتها على العالم فعوضتها الصين في تلك الهيمنة.
البطلان الفاعلان في روايتنا هما ريم وزوجها رفائيل.. ريم كما وصفها الكاتب متهورة، إذ تخلت عن موطنها من اجل الزواح برفائيل الاسباني بالرغم من معارضة اهليهما نظرا للاختلاف المعتقدات الدينية، فقد تجاوزت ريم هذا الاختلاف لتتخذ رفائيل زوحا لها ليسكنا معا جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، حولتها الصين الى جنة تكنولوجية.
كما تعد اخت ريم شيماء وزوجها اللذان يقطنان بمدينة أكادير حيث يعمل زوجها على مشروع الزراعة. في مياه البحر المالحة من الشخصيات المهمة التي تطور السرد في الرواية.
امومة لم تكتمل عنوان اختاره الكاتب نظرا لامومة ريم وشيماء التي لم تكتمل، فريم تبنت روبوتا اسمته صامد وأضحى طفلها المدلل بفضل تقنية التكنولوحيا، وقد اصبح هذا الربوت يملك مشاعر مقاربة لمشاعر الإنسان في المقابل رفائيل الجاسوس لم يتقبل فكرة وجود صامد في حياته بحيث تسبب تجسس صامد على تقارير رفائيل التي يكتبها على مشروع الصين تحت المياه بمتاعب اوصلته لحد السجون الصينية، لكن سرعان ما أطلق سراحة من قبل محامي.
هذا ما أدى الى قرار ريم بأخذ صامد الى ألمانيا لتغيير ذاكرته بثمن باهظ وتوقيع مجموعة من الأوراق، التي تعطي وعدا بعدم التجسس، ربما تكون التكنولوجيا غير محافظة على خصوصيات الاشخاص يمكننا القول ان تطورها يسبب متاعب
في المقابل شيماء اخت ريم التي لم تقبل تحمل عناء الحمل والولادة وتمكنت التكنولوجيا من إيجاد حل لمشكلة شيماء عن طريق اللجوء الى رحم المختبر، وهنا تبرز لنا اهمية ابتكنولوجيا لايجاد حلول وتسهيل الحياة البشرية، إذ يمكن اضافة تعديلات على الجنين كما ترغب شيماء الاي تحكمت في جنس الجنين الذي رغبته ان يكون انثى.
ولا ننسى الطعام الذي يتناوله اهل المستقبل وهو عبارة عن بعض السوائل والاقراص بحيث اضحوا محرومين من الطعام المختلف الاذواق و النكهات.
وبفضل التكونولجيا الصينية أصبحت ايضا اعضاء الانسان تصنع لتصبح الآلات جزءا من جسد الانسان وقد ابرز لنا الكاتب هذا عن طريق حوار دار بين ريم وشيماء يتعلق بمرض امهما بحيت قرر تركيب بنكرياس مصنع لها بعد تسويقه .
يمكن للتكنولوجيا كذلك ان تسبب خسارة لانسان حيث ابرز الكاتب ذلك في زيارة ريم وزوجها لأحد المعارض للتكنولوجيا في الجزيرة بحيث رافقهما الربوت في الجولة اي انه بمثابة موظف استقبال.
عموما يمكننا القول ان التكنولوجيا ساهمت في تحسين وضع الانسان بشكل كبير وفي الآن نفسه حرمته من الاستمتاع وعيش الحياة كإنسان عادي بحيث اصبحت تتولى جميع مهامه.كما يمكننا الاستنتاج ان ريم وشيماء كل واحدة منهما رزقت
بطفلها ولكن هل ستشعران بنفس شعور الأم اتجاه ابنها الذي حملته 9 اشهر و اهتمت به حتى وصل الى سن الرشد.
حقا هي امومة لم تكتمل لم تكتمل بسبب تطور التكنولوجيا
رواية اظهرت لنا براعة الكاتب في استنتاج ان التكونولوجيا سيف ذو حدين و قد اعتمد على استخدام الحوار كحيلة لوصف المستقبل بشكل أكثر دقة.