أشرف أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة بمراكش، على تدشين المركب الإداري والثقافي “محمد السادس” التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وقد أنجز المركب الجديد، الذي تفضل جلالة الملك فأطلق عليه اسمه الكريم، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية من اجل إنجاز مركبات مندمجة بمجموع عمالات وأقاليم المملكة، بما يجعلها بنيات للإشعاع الديني والثقافي تمكن العلماء من القيام بمهام التوجيه وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية المنوطة بهم على أكمل وجه.
وينسجم المركب الإداري والثقافي “محمد السادس”، الأكبر من نوعه على مستوى المملكة، تمام الانسجام، مع الجهود التي يبذلها جلالة الملك، والرامية بالخصوص، إلى جعل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تضطلع من جديد بدورها الطلائعي في خدمة المكتبات العلمية، ونشر الثقافة الإسلامية، وصيانة الموروث الإسلامي.
ويشتمل هذا المركب، الذي يعكس تصميمه الهندسي والمعماري، الغنى الحضاري والمجد التاريخي والبعد الروحي القوي للمدينة الحمراء، جناحا إداريا يضم مقرات المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي المحلي، ونظارة الأوقاف، وقطبا ثقافيا يحتوي على مركز للتوثيق والأنشطة الثقافية (مكتبة متعددة الوظائف، وقاعة للمعلوميات، وفضاء للتوثيق مخصص للأشخاص ضعاف حاستي البصر والسمع، وقاعة سمعية- بصرية، وفضاءات للأطفال).
كما يشتمل على فضاء للندوات يضم مدرجا (826 مقعد) وقاعتين للندوات تتسعان ل 283 مقعد لكل واحدة ، فضلا عن رواق فني يقام به حاليا معرض يضم نحو 80 لوحة لخطاطين مغاربة، يسلطون الضوء من خلال أعمالهم الفنية، على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في علاقتها بمواضيع البيئة.
وسيشكل المركب الإداري والثقافي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المنجز على قطعة أرضية مساحتها 48 ألف متر مربع باستثمار إجمالي قدره 238 مليون درهم، فضاء متميزا لتنظيم التظاهرات الدينية والثقافية، بما من شأنه تعزيز إشعاع العمالة والنهوض بالكفاءات التي تزخر بها، كما سيتيح تدبير الشؤون الدينية وفق مبدأ القرب.
ويأتي إنجاز هذه المنشأة في إطار إستراتيجية مندمجة، شاملة ومتعددة الأبعاد تنفذها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بهدف إنجاز مركبات مماثلة بمختلف مدن المملكة.
وهكذا، أنجزت مركبات مماثلة بمدن مكناس، وجدة، الدار البيضاء، طنجة، ميدلت، تارودانت، شفشاون، خريبكة، والداخلة، في حين توجد مركبات أخرى في طور الإنجاز بكل من سلا، تنغير، سيدي بنور، بنسليمان، تاوريرت، الناظور، العرائش وبنجرير.
من جهة أخرى، تعتزم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إطلاق مشروعين يهمان إنجاز مركبين مماثلين بكل من الحسيمة وقلعة السراغنة.
هذا وقد أعطى جلالة الملك تعليماته السامية للسلطات والهيئات المعنية من أجل إعادة الأسماء الأصلية لأزقة وساحات حي السلام، المسمى الملاح سابقا، بمدينة مراكش، وذلك محافظة على الذاكرة التاريخية لهذه الأماكن.
وأوضحت وزارة الداخلية في بلاغ، اليوم الجمعة، أنه “تبعا للزيارة الملكية الميمونة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى حي السلام المسمى الملاح سابقا بمدينة مراكش، وبطلب من رئيس الطائفة اليهودية لهذه المدينة وكذا ممثلي هذه الطائفة الحاضرين خلال الزيارة الملكية، فقد أعطى جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، نصره الله، تعليماته السامية للسلطات والهيئات المعنية من أجل إعادة الأسماء الأصلية لأزقة وساحات الحي المذكور محافظة على الذاكرة التاريخية لهذه الأماكن”.
وأضاف البلاغ أن التعليمات الملكية تأتي حرصا من جلالة الملك، أعزه الله، على الحفاظ على التراث الحضاري للمملكة وكذا على التراث الثقافي لكل مكونات المجتمع المغربي.