جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –
يمثل وادي درعة شريان حياة للسكان المحليين في المناطق المحيطة به. تعتمد العديد من القرى والواحات الموجودة على ضفاف الوادي بشكل كبير على المياه التي يوفرها لري الأراضي الزراعية والشرب. في منطقة صحراوية حيث المياه نادرة، يعتبر وادي درعة مصدرًا حيويًا يضمن استدامة الحياة ويمنع النزوح الجماعي للسكان.
تعيش العديد من الأسر في المنطقة على الزراعة التقليدية، حيث تزرع الحبوب، والتمر، والخضروات في الحقول التي تسقى من مياه الوادي. كما تعد زراعة النخيل من أهم الأنشطة الزراعية في المنطقة، حيث تعتبر تمور درعة من أجود أنواع التمور في المغرب وتساهم بشكل كبير في دخل السكان المحليين.
تلعب الزراعة دورًا محوريًا في اقتصاد وادي درعة. توفر مياه الوادي خصوبة للأراضي الزراعية، مما يسمح بزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية التي تعتمد عليها الأسر المحلية في معيشتها. يعتمد المزارعون بشكل أساسي على نظام الري التقليدي المعروف بالخطارات، وهو نظام يستخدم قنوات تحت الأرض لجلب المياه من الوادي إلى الأراضي الزراعية.
تساهم الزراعة بشكل مباشر في توفير الغذاء للسكان المحليين وأيضًا في التصدير إلى مناطق أخرى داخل وخارج المغرب. تعتبر تمور وادي درعة من بين المنتجات الأكثر شهرة وتصديرًا، حيث تصل إلى الأسواق الوطنية والدولية، مما يساهم في تحسين مستوى المعيشة في المنطقة.
إلى جانب الزراعة، يلعب وادي درعة دورًا هامًا في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال دعم الأنشطة التجارية والسياحية. تشكل السياحة جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد المحلي، حيث يأتي السياح للاستمتاع بجمال الوادي واستكشاف الواحات والقصور التقليدية المبنية بالطين. كما يستفيد السكان المحليون من بيع المنتجات الحرفية المحلية للسياح، مما يضيف مصدر دخل إضافي لهم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مستمرة لتنمية المنطقة وتعزيز البنية التحتية الزراعية والسياحية، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى الحياة للسكان المحليين.