- *أيكم محمد؟*
جميل خُلق التواضع عندما يُوهب صاحبة جِبلةً، فمن تفضل الله عليه بجرعة تواضع فليحافظ عليها ويزيدها سقيا ورعايةً، ومن افتقدها فليحرصْ على بذر بذرتها، ويتعاهد نموها، ويحمي حماها من غوائل النفس وعوائد الطباع..
فالتواضع ممارسة لا يحتاج إلى تكلف أو تصنع، فصاحب التكلف مفضوح ولو بعد حين، وسقطات المواقف كفيلة بتميز الصادق من غيره، فعليك بمجاهدة نفسك لتكون متواضعًا، فهي الأرض الخصبة لمحبة الناس لك.
سؤال دائمًا يراودني كثيرًا، هل التميز باللبس والشكل عن الناس مطلوب.؟
محمد عليه الصلاة والسلام سيد الخلق، وحبيب الحق، وزعيم أمة يدخل أعرابي من البادية عليه فلا يرى تميزه عن الجالسين لا في المظهر ولا في الملبس ولا في المركب ولا في المكان..
ثم يسأل الأعرابي: أيكم محمد؟ لأنه ما وجد شيء في محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يميزه عن الصحابة الكرام إطلاقًا! ولم يجد ثيابًا خاصة به صلى الله عليه وسلم! ولم يجد شيء على محمد صلى الله عليه وسلم على كتفه كعلامة بارزة؟ ولم يجد كرسي خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام يجلس عليه!
فنعدما دخل الأعرابي لم يظهر له من هو رسول الله صلى الله عليه، فسأل الحاضرين أيكم محمد؟ فقال عليه الصلاة والسلام أنا، وفي رواية قال له أحد الصحابة: ذاك الوضيء محمد صلى الله عليه وسلم،
من تواضعه لم يصدق الأعرابي أن هذا هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد وجده يأكل ويجلس مع الناس..
وهذه إشارة أيضًا على أنّ غالبية الصحابة الكرام إن لم يكن الجميع كانوا قريبين منه صلى الله عليه وسلم في هيئته ولبسه وتطبيق سنته في المظهر كما هو الحال في الجوهر.
وليس أن تكون متواضعًا هي دعوةً إلى ترك العناية بالمظهر والملبس والمأكل والمشرب ورسومات الرتب والمناصب، بقدْر ما هي دعوة إلى أن تبقى كل تلك في مكانها، لا أن تسيطر على القلب وتشغل الفكر وتصبح همً في الليل والنهار، ويكفي المتواضع فخرًا أن: (من تواضع لله رفعه الله)، ويكفي التواضع حافزًا أنه: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذَرَّةٍ من كِبْر)..
قال تبارك وتعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾.
*ترويقة:*
امرأة كانت تستوقفه في الطريق فيقف ويصغي لها، تكلمه في حاجاتها الخاصة، ثم جاء بعدها عدي ابن حاتم، وهو ملك، فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من إكرام النبي أنه استقبله في بيته، وهذا إكرام كبير، قال: دفع إلي وسادة من أدم محشوة ليفًا، قال لي: أجلس عليها، قلت: بل أنت، قال: بل أنت، فجلست عليها، وجلس هو على الأرض، قال: فعلمت أنه نبي مرسل، وليس بملك.
*ومضة:*
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: (أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ، فَقَالَ لَهُ: هَوِّنْ عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ)، بأبي انت وأمي يارسول الله.
*رابط:*
أيكم محمد؟
جميل خُلق التواضع عندما يُوهب صاحبة جِبلةً، فمن تفضل الله عليه بجرعة تواضع فليحافظ عليها ويزيدها سقيا ورعايةً، ومن افتقدها فليحرصْ على بذر بذرتها، ويتعاهد نموها، ويحمي حماها من غوائل النفس وعوائد الطباع..
فالتواضع ممارسة لا…….
للتكملة افتح:https://t.co/Od2qmEeqAt— صَالِح الرِّيمِي (@alremi_saleh1) August 21, 2024
✒️ صَالِح الرِّيمِي
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*