أرض بلادي-عزيز الناظوري
يُعد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من أبرز الشخصيات السياسية على الساحة الوطنية المغربية خلال العقود الأخيرة. فمنذ انخراطه المبكر في العمل السياسي، أبان لشكر عن قدرة كبيرة على الترافع، التنظيم، والتأثير، ما جعله يحظى بثقة مناضلي الحزب ويُنتخب ككاتب أول سنة 2012، في محطة مفصلية من تاريخ الحزب.
ومنذ توليه قيادة الاتحاد الاشتراكي، عمل لشكر على إعادة هيكلة الحزب داخليًا، وتعزيز حضوره على المستويين الوطني والمحلي، من خلال الانفتاح على الطاقات الشابة، وتجديد الخطاب السياسي، دون التفريط في الهوية التقدمية والاجتماعية للحزب التي طبعت تاريخه النضالي.
شهدت فترة قيادته عدة محطات بارزة، أبرزها مشاركة الحزب في الحكومة، والمساهمة الفعالة في صياغة عدد من القوانين والمشاريع الوطنية الكبرى، إلى جانب الدفاع المستمر عن القضايا الاجتماعية، وحقوق الفئات الهشة، ومبدأ العدالة الاجتماعية الذي يشكل جوهر المشروع الاتحادي.
ورغم ما عرفته الساحة الحزبية من تغيرات وصراعات، استطاع إدريس لشكر أن يحافظ على تماسك الحزب، وأن يعزز موقعه كقوة سياسية اقتراحية ومؤثرة داخل المشهد السياسي المغربي.
كما يحسب له اشتغاله على تقوية العلاقات الدولية للحزب، وربطه بجسور التعاون مع عدد من الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية في أوروبا وأمريكا اللاتينية، تأكيدًا على البعد الكوني لقيم الحزب ومبادئه.
ويجمع المتتبعون على أن بصمة إدريس لشكر ستظل حاضرة في مسار الاتحاد الاشتراكي، سواء من خلال ديناميته السياسية أو عبر إدارته لمرحلة دقيقة تطلبت الحكمة، الصبر، وبعد النظر.
وفي ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي يعرفها المغرب، يبقى إدريس لشكر من القيادات الوطنية الذي طبع الحياة السياسية برؤية واضحة وإرادة صلبة لمواصلة مسيرة النضال والتجديد.