إهانة في زمن الكرامة: قائد يصف مسنًا بـ”الحمار” ويعتدي عليه جسديًا… والمجتمع المدني يطالب بفتح تحقيق عاجل

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

شهد أحد دواوير إقليم تنغير حادثة صادمة أثارت موجة واسعة من الغضب الشعبي، عقب تداول مقطع فيديو يوثّق إهانة لفظية وجسدية وجّهها قائد لرجل مسن، حيث نعته بـ”الحمار” ودفعه بطريقة مهينة أثناء محاولته الاستفادة من خدمات قافلة طبية وصلت إلى المنطقة.

 

الفيديو صوّرته الإعلامية آيت علي إكرام، مراسلة جريدة “أرض بلادي”، التي كشفت في شريط مصوّر لاحق أنها تعرّضت بدورها للإهانة اللفظية من طرف القائد، بسبب توثيقها للحظة الاعتداء على المسن، في سلوك اعتبره الكثيرون محاولة للتضييق على العمل الصحفي.

 

المشهد، الذي التقطته أيضًا كاميرات حاضرين آخرين، انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد إلى الواجهة النقاش حول سلوك بعض رجال السلطة وطريقة تعاملهم مع المواطنين، خصوصًا في المناطق المهمشة.

 

وفي هذا السياق، صرّح محمد محسين، رئيس هيئة دعم ومساندة المواطن بالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد بجهة بني ملال خنيفرة، قائلاً:

 

> “الواقعة لا تمثل فقط إهانة لفظية، بل تعد أيضًا اعتداءً جسديًا على رجل مسن في وضعية هشّة، وهو سلوك مرفوض قانونًا وأخلاقيًا. نطالب بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة كل من يثبت تورطه، انسجامًا مع مقتضيات الدستور والقوانين الجاري بها العمل.”

 

وأضاف:

 

> “مثل هذه التصرفات تسيء إلى سمعة الإدارة المغربية وتتناقض مع التوجيهات العليا الداعية لاحترام حقوق المواطن وترسيخ مبادئ دولة الحق والقانون.”

 

وقد عبّرت عدة جمعيات وهيئات حقوقية عن تضامنها مع الضحية، مؤكدين أن مثل هذه السلوكيات تسيء لصورة الإدارة، وتشكل خرقًا صارخًا للفصل 22 من الدستور المغربي، الذي ينص على أن: “لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، في أي ظرف، ومن قبل أي جهة كانت، خاصة أو عامة.”

 

واختتمت هذه الهيئات بياناتها بدعوة السلطات الوصية إلى التدخل العاجل، مشددة على أن كرامة المواطن فوق كل اعتبار، وأن العدالة وحدها الكفيلة بإعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.