جريدة أرض بلادي – أسماء بومليحة –
في سياق تصاعد الاحتجاجات التي تقودها الجامعة الوطنية للصحة (إ م ش) التابعة للاتحاد المغربي للشغل بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، شهدت الساحة الصحية سلسلة من التحركات النضالية، بسبب مطالب متراكمة تشمل تحسين وجبات التغذية وصرف تعويضات الحراسة والإلزامية المتأخرة لسنتي 2023 و2024. هذه التحركات جاءت إثر تدهور أوضاع التغذية إلى مستوى “مهين وغير مقبول”، حسب وصف الأطر الصحية، ما دفعهم إلى إعلان مقاطعة الوجبات منذ 4 مارس 2025.
الاحتجاجات تقود إلى لقاء حاسم
بعد سلسلة من المراسلات والاحتجاجات الصامتة ورفع الشارات الاحتجاجية، عُقد يوم الجمعة 21 مارس 2025 اجتماع بين المدير الجهوي للصحة وممثلي النقابات الصحية، بحضور الكاتب العام للاتحاد الجهوي لبني ملال خنيفرة، وأعضاء المكتب النقابي بالمستشفى الجهوي. الاجتماع جاء بهدف معالجة مشكل التغذية وصرف التعويضات المتأخرة، وأسفر عن قرارات مهمة:
توافق حول وجبات التغذية
أبرز النقاط التي ناقشها الاجتماع كانت التدهور المستمر في جودة وجبات التغذية المقدمة للأطر الصحية. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين المديرية الجهوية والمستشفى، تضم مختصاً في التغذية وبعض الموظفين المقاطعين للوجبات، لتحديد جدول وجبات غذائية تراعي معايير الجودة وتلبي احتياجات الأطر الصحية، خاصة في ظل شهر رمضان المبارك.
التعويضات المتأخرة على طاولة الحل
أما بالنسبة لتعويضات الحراسة والإلزامية لسنتي 2023 و2024، فقد تم الاتفاق على صرف المستحقات المتأخرة لكل الموظفين المعنيين بالصيغة الجديدة، مع إيجاد حلول مناسبة لمن سبق أن استفادوا بالصيغة القديمة لضمان عدم حرمان أي فئة. كما تم الاتفاق على تسريع صرف تعويضات البرامج الصحية المتراكمة، بناءً على التزام مركزي من وزارة الصحة صدر بعد اجتماع مع النقابة في الرباط يوم 20 مارس 2025.
نضال مستمر لتحقيق المزيد
رغم هذه الخطوات الإيجابية، أكد المكتب النقابي أن الاحتجاجات لن تتوقف إلا بعد التأكد من تنفيذ جميع الوعود وتحقيق التحسينات الملموسة على أرض الواقع، متمسكين بشعارهم: “وما لا يأتي بالنضال… يأتي بالمزيد من النضال!”.
ختاماً، يتطلع الأطر الصحية إلى التزام حقيقي وملموس من الجهات المسؤولة لتجاوز هذه الأزمة، في ظل استمرارهم في أداء واجبهم المهني رغم الظروف الصعبة.