جريدة أرض بلادي – محمد محسين الادريسي –
في خطوة تعبّر عن تصاعد الغضب الاجتماعي والنقابي بمنطقة وادي زم وأبي الجعد، عقد الاتحاد المحلي لنقابات وادي زم أبي الجعد التابع للاتحاد المغربي للشغل، اجتماعًا موسعًا يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، حضره عدد من الكتاب العامين وممثلي المكاتب النقابية لمختلف القطاعات المهنية، من تعليم وصحة وتجهيز ونقل وفلاحة وغيرها.
الاجتماع جاء في سياق وُصف بـ”الاستثنائي”، بالنظر إلى تنامي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بالمنطقة، حيث تدارس الحاضرون وضعية عدد من القطاعات الحيوية، معبّرين عن رفضهم لما أسموه بـ”الحصار المفروض” على مقر الاتحاد بساحة الشهداء، واستنكارهم لمحاولات التضييق على العمل النقابي.
ولم يغب الشأن الدولي عن الاجتماع، إذ أعلن الاتحاد تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني، مدينًا بشدة ما وصفه بـ”المجازر الصهيونية” ضد أهالي غزة، معبرًا عن دعمه لصمودهم البطولي.
وعلى المستوى الوطني، ندّد الاتحاد بتمرير قانون الإضراب، معتبرا إياه تراجعًا خطيرًا عن مكتسبات الطبقة العاملة، داعيًا إلى تعليقه ووقف كل السياسات الحكومية التي تساهم في تفاقم موجة الغلاء الفاحش.
وعبّر المجتمعون عن قلقهم العميق من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة وادي زم وأبي الجعد، مشيرين إلى ضعف البنية التحتية وغياب مؤسسات التعليم العالي وانسداد آفاق التشغيل أمام شباب المنطقة. كما طالبوا بإجراءات عاجلة لتحسين الخدمات الصحية وتزويد المؤسسات التعليمية بعناصر الحراسة والنظافة.
الاتحاد عبّر عن رفضه لما وصفه بـ”محاولة السطو” على الرصيف المحيط بمقره من طرف جهات معينة، منددًا بتورط أحد مسؤولي السير والجولان في هذه العملية. كما أعلن عن دعمه التام لموظفي البريد، ولعمال بلدية وادي زم الذين يعانون من تضييق وتمييز، إضافة إلى مؤازرته للفلاحين الصغار ببني سمير الرافضين لإحداث مطرح نفايات على أراضيهم السلالية.
أما عمال مؤسسات الرعاية الاجتماعية، فقد حظوا بتضامن خاص في ظل ما يعيشونه من حيف، على رأسه تأخر الأجور وغياب التغطية الصحية والتأمين الاجتماعي.
واختُتم الاجتماع بالدعوة إلى مزيد من التعبئة ورص الصفوف استعدادًا للمحطات النضالية المقبلة. كما تم الاتفاق على عقد اجتماعات قطاعية ومحلية منتظمة، إلى جانب تنظيم اجتماع المجلس النقابي يوم 16 أبريل، وبرمجة تجديد مكتب الشبيبة العاملة المغربية وتنظيم المرأة العاملة.
الاتحاد المحلي لنقابات وادي زم أبي الجعد، ومن خلال هذا البيان القوي، وجّه رسالة واضحة مفادها أن زمن الصمت قد ولى، وأن المرحلة تتطلب يقظة نضالية واسعة للرد على التحديات التي تواجهها المنطقة وساكنتها.