في صباح يومٍ مميز من شهر ماي 2025، تنفّست مدينة ابن أحمد نَفَسًا جديدًا في مسار التعليم المحلي، مع الافتتاح الرسمي لمؤسسة أرخميدس الخاصة، التي تأتي لتُحدث تحوّلاً نوعيًا في المشهد التربوي بالمنطقة. ليس مجرد افتتاح لمؤسسة تعليمية جديدة، بل ولادة مشروع يحمل رؤى عميقة وطموحات كبيرة، يقوده مؤسسون يملكون من التجربة ما يكفي، ومن الإيمان بقيمة التعليم ما يجعلهم يُراهنون على المستقبل بثقة.
الحاج مصطفى الهدنا، مؤسس المؤسسة، أكّد في تصريح له أن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو تقديم خدمة تعليمية جديدة، متطورة، وذات جودة عالية، تستجيب لمتطلبات العصر وتراعي خصوصيات المنطقة. وأضاف أن مؤسسة أرخميدس ستفتح أبوابها لكل فئات المجتمع، عبر نظام أثمنة مدروس، يأخذ بعين الاعتبار القدرة الاقتصادية لكل أسرة على حدة، في رسالة واضحة مفادها أن الجودة لم تعد حكرًا على من يدفع أكثر. كما أعلن أن خدمة النقل المدرسي ستشمل كافة نواحي مدينة ابن أحمد، بما في ذلك ثلاثاء الأولاد، سيدي الذهبي، ومختلف الدواوير المجاورة، في خطوة تهدف إلى تقليص الفوارق المجالية وضمان ولوج متساوٍ للتعليم.
من جهتها، عبّرت المهندسة زينب الهدنا، وهي من أبناء المدينة وخريجة إحدى المؤسسات التعليمية التابعة لنفس مجموعة الملاك، عن فخرها بكونها كانت من بين من وضعوا تصوّر هذا المشروع. وأكدت أن مؤسسة أرخميدس ليست فقط بناءً هندسيًا حديثًا، بل منظومة متكاملة، تجمع بين الابتكار في الفضاء، والجودة في المحتوى، لتقديم خدمة تعليمية حديثة ومتميزة.
السيد مصطفى المنياني، المشرف العام على المؤسسة، وهو إطار تربوي ذو خبرة واسعة، شدد على أن المشروع يحمل رؤية تعليمية متطورة تُراهن على خلق صدمة إيجابية داخل البيئة المحلية، عبر المساهمة الفعلية في الرفع من مستوى التعليم، خصوصًا في منطقة تعاني من تحديات هيكلية في هذا القطاع. وأضاف أن المؤسسة تسعى إلى كسر الصورة النمطية للتعليم الخصوصي، عبر اعتماد مقاربات حديثة، ومناهج تضع المتعلم في صلب العملية التربوية.
افتتاح مؤسسة أرخميدس لم يكن حدثًا عاديًا في المدينة، فقد حضره عدد من الوجوه البارزة، من بينهم الفنان الكوميدي محمد عاطير، والقارئ المغربي مصطفى الغربي، ورئيس المجلس الجماعي، إضافة إلى فعاليات جمعوية ومدنية، عبرت جميعها عن اعتزازها بهذا المشروع الذي يحمل في طياته الأمل في مستقبل تعليمي أفضل لأبناء المنطقة.
هكذا، لم تعد مؤسسة أرخميدس مجرد مبادرة تعليمية، بل صارت عنوانًا لطموح جماعي، يحمل في جوهره الإيمان بأن التغيير الحقيقي يبدأ من المدرسة، وأن لكل مدينة الحق في تعليم راقٍ، يليق بأحلام أبنائها.