جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
كاين واحد النوع ديال “الإحسان”، اللي ولى فيه بعض الناس كيديرو الخير… ولكن على طريقتهم، وبلغة الفلوس والربح.
ماشي إحسان لوجه الله، ولكن “إحسان مفصل” على المقاس، بحال الصفقات: كاين اللي ينفعو وكاين اللي ما عندو منه مصلحة، الله يعاونو براسو!
نموذج من هاد الناس، واحد الشخص معروف فالميدان ديال حفر الآبار، كيقولو عليه محسن وفاعل خير، ولكن إلى جربتيه عن قرب غادي تشوف العجب.
إلى جيتيه على شي بئر، كيبان فرحان وكيدير فيها متواضع وخدام للخير، حيث البئر كتنفعو مادياً: الحفارة ديالو، والمعدات ديالو، والشاحنة ديالو، وكلشي على حساب التبرعات اللي كيجمع باسم “الإحسان”.
المحسنين كيرسلو الفلوس، وهو كيطلق التسعيرة من راسو: البئر هادي خاصها 30 ألف، وهادي 50 ألف، وهادي حفرة وما صدقاتش… إيوا شكون غادي يحاسبو؟
كلشي خدام، وكلشي مفبرك، المهم هو الحساب البنكي ديالو كيتزاد، وهو كيدير الخير وكيبان فالتصاور فالفايسبوك والأنستغرام “خدام مع الله”.
ولكن إلى جيتيه على شي حالة إنسانية، شي واحد محتاج عملية جراحية مستعجلة، شي مريض، شي أرملة ولا يتيم خاصو مصاريف العلاج، كيبدا يتهرب: “راه ماشي تخصصي”، “الله يسهل”، “سير قلب على جمعية أخرى”…
علّاش؟ حيث هنا ما كايناش حفارة ولا ربح، هنا ماشي صفقة، هنا خاصك تدير الخير بصدق، بلا مقابل، وهنا كتبان النية بصاح.
الإحسان راه ماشي بزنس، وماشي مشروع استثماري كيدير بيه الواحد راسو “فاعل خير” وكيعيش منو، يركب الطوموبيلات ويشري الأملاك ويسافر، ويقول للناس: “أنا خدام مع الله”.
والدليل؟ شوفو الأملاك، شوفو العقارات، شوفو الحسابات البنكية، وشوفو كيفاش كان وكيفاش ولى… وكلشي منين؟ من فلوس محسنين نيتهم الخير، وصحاب النية الطيبة اللي كيسيفطو الفلوس على نية الآبار والمساعدة.
السيّد قلب الإحسان لصفقة مربحة، والبئر ولات ليه بحال مشروع خاص، والنية الصافية ولات مجرد ستار…
آه يا دنيا، حتى “الخير” ولى فيه ناس كيتاجروا!
فينك يا ضمير؟ وفينك يا نية؟ راه الله كيشوف، والناس فاقو… واللي كيدير الخير بصح، ما كيتصورش فيه، وما كينقّيش جيبو منو.