فظ ثلاثة نزلاء بالمركز الاجتماعي تيط مليل أنفاسهم الأخيرة بمستشفى سيدي عثمان بعد معاناة طويلة مع المرض.
وحسب يومية المساء فإن النزلاء الثلاثة جيء بهم إلى المستشفى في ظروف مزرية، يرتدون ألبسة رثة، ويعانون من أمراض مزمنة، ويتعلق الأمر بكل من أحمد الحسناوي، الذي يبلغ من العمر 87 سنة، وكان يعمل جنديا في خمسينيات القرن الماضي، وأحد أقدم نزلاء المركز الاجتماعي تيط مليل، وقد تم نقله قبل خمسة عشر يوما إلى مستشفى سيدي عثمان في وضعية حرجة، بدون ملف طبي، ولم يكن برفقته مساعد اجتماعي، وكان يعاني من مرض السكري، وقد قدمت له الإسعافات الضرورية، لكنه فارق الحياة بعد أسبوع من العلاج.
الهالك الثاني يدعى عبد الكبير مسامح، يبلغ من العمر 70 سنة، مصاب بشلل نصفي، وحين تم نقله إلى المستشفى لم يكن يرتدي لباسا دافئا يقيه من لسعات البرد، وكان متسخا جدا، ويعيش القمل في لحيته، وتم الاعتناء به من طرف فاعلين جمعويين، ومنحه لباسا نظيفا، وخضع لفحوصات طبية وللفحص بالأشعة، لكن المرض لم يمهله طويلا فمات يوم الأحد الماضي بعد أسبوع فقط من قدومه إلى مستشفى سيدي عثمان.
أما الهالكة الثالثة، فهي الباتول، وتبلغ من العمر 37 سنة، وتعاني من مرض في الرأس، وتم تزويدها بكرسي متحرك من طرف بعض المحسنين لأنها لم تكن تقوى على السير والوقوف، وقد فارقت بدورها الحياة في نفس اليوم الذي مات فيه عبد الكبير مسامح، وبنفس المستشفى.
وحسب المصادر ذاتها فإن النزلاء الثلاثة الذين وافتهم المنية بمستشفى سيدي عثمان كانوا يعانون من الإهمال في المركز الاجتماعي تيط مليل، وبأن هناك حالات أخرى مشابهة لا يتم الاعتناء بها، وتعيش دون كرامة داخل مركز يتقاسم فيه المشرد والمختل عقليا والطفل والمسن لقمة العيش والمسكن في مكان واحد، ولا يتوفر على أدنى شروط السلامة الصحية والكرامة الإنسانية.
وقد طالبت العديد من الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني بإنصاف النزلاء وتحقيق أبسط شروط الراحة في مركز اجتماعي خلق أصلا من أجل هذا الغرض الإنساني النبيل.. فلا زال هناك نزلاء في حاجة إلى الرعاية الصحية، يحتضرون ببطء شديد في نفس المركز.