أرض بلادي _بقلم نصيرة بنيوال
الجزأ الثاني/ بيْن الصيف و العوْدة إِلى الْمؤسسات التعْليمية
أجرت مؤسسة **RAND Corporation** دراسة شاملة حول ظاهرة *”التعلم الصيفي ” حيث تم التركيز بشكل خاص على انخفاض مهارات الرياضيات والقراءة لدى الطلاب خلال فترة العطلة الصيفية . أظهرت هذه الدراسة ان الطلاب يمكن ان يتعرضوا لفقدان كبير في التعلم ، حيث يظهر انخفاض في مهارات الرياضيات يتراوح ما بين 20% 30% خلال اشهر الصيف . تعتبر هذه المشكلة أكثر وضوحا بين الطلاب من ذوي الدخل المنخفض الذين قد لا تتاح لهم فرص الوصول الى أنشطة صيفية غنية تساعد في الحفاظ على مهاراتهم الأكاديمية…
**تأْثير الْعطْلة الصيفية على السلوكيات و النوم**
فترة الصيف ، بطبيعتها ، تشجع على ظهور أنماط سلوكية غير منتظمة ، خاصة فيما يتعلق بالنوم . كثير من الأطفال والشباب يتعودون على السهر و النوم في أوقات متأخرة ، مما يجعل العودة إلى النظام الدراسي أمرا شاقا . وفقا للخبراء ، النوم الجيد ليس مجرد رفاهية ، بل هو أحد العناصر الأساسية لتحقيق الأداء الأكاديمي الجيد والصحة العامة.
**قلة النوم ليست مشكلة تافهة، بل لها آثار متعددة تشمل : **
1. ضعف التركيز : عدم الحصول على عدد ساعات كافية من النوم يؤدي إلى انخفاض القدرة على التركيز و استيعاب المعلومات خلال اليوم الدراسي.
2. الخمول البدني : قلة النوم تجعل الأطفال والشباب أقل نشاطا و حيوية ، مما ينعكس سلبًا على أدائهم سواء في الأنشطة الصفية أو الرياضية.
3. التوتر و القلق : النوم غير الكافي يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية، مما يزيد من مستويات التوتر و القلق ويجعل التعامل مع المهام اليومية أكثر صعوبة
**تحسين جودة النوم: خطوة أولى للنجاح الدراسي**
مع إدراك أهمية النوم ، يصبح التحدي هو كيفية إعادة ضبط مواعيد النوم بطريقة سلسة . الانتقال من النوم المتأخر في العطلة الصيفية إلى الاستيقاظ المبكر للمدرسة يتطلب اتباع نهج تدريجي :
1. التعديل التدريجي لمواعيد النوم: بدلا من محاولة ضبط مواعيد النوم بشكل مفاجئ ، يمكن تقديم وقت النوم بمعدل 15 إلى 30 دقيقة يوميا. هذه الخطوة تساعد في تقليل التوتر الناتج عن التغيير المفاجئ.
2. تهيئة بيئة مناسبة للنوم : توفير بيئة هادئة و مظلمة، مع تقليل التعرض للأجهزة الإلكترونية قبل النوم، يعزز من جودة النوم. الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعيق إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على الاسترخاء والنوم.
3. تشجيع الأنشطة المريحة قبل النوم: بالقراءة الخفيفة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، يمكن أن يساعد الأطفال و الشباب على الاسترخاء والتخلص من الضغوط اليومية. هذه الأنشطة تمهد للانتقال إلى النوم بشكل طبيعي و تدعم صحة العقل والجسد.
**إدارة الوقت بفعالية: مفتاح التكيف مع العام الدراسي**
إلى جانب تنظيم النوم ، تأتي إدارة الوقت كعنصر حيوي في التكيف مع الروتين الدراسي الجديد . يعود النجاح في العام الدراسي إلى القدرة على تحقيق توازن بين الدراسة و الأنشطة الأخرى ، و هو ما يتطلب تخطيطًا جيدا. لا يقتصر الأمر هنا على تحديد وقت للدراسة فقط ، بل أيضًا تخصيص أوقات للراحة و الترفيه لضمان الاستمرارية و الإنتاجية.
1. تحديد جدول زمني مرن ، يمكن تشجيع الأبناء على إعداد جدول يومي مرن يضمن تخصيص وقت للدراسة وأوقات للاستراحة و الترفيه . هذا النوع من الجدولة يقلل من الضغط ويعزز من القدرة على التركيز.
2. تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة ، بدلا من الانغماس في مهام ضخمة يشعر الطالب بالإرهاق حيالها ، يمكن تقسيمها إلى مهام يومية صغيرة يسهل تحقيقها. هذا الأسلوب يعزز من الشعور بالإنجاز و يمنع الشعور بالضغط المستمر.
**الدور الحيوي للأسرة في دعم أبنائها**
إلى جانب ما تم ذكره ، تلعب الأسرة دورا حاسما في تسهيل عملية الإنتقال من العطلة الصيفية إلى العام الدراسي . من خلال الدعم العاطفي و التشجيع ، يمكن للوالدين مساعدة أبنائهم على التكيف بشكل أكثر سلاسة مع الروتين الدراسي . يتطلب الأمر فقط فهما عميقا لإحتياجاتهم النفسية و الجسدية ، و العمل على توفير بيئة منزلية مستقرة و داعمة لهم ….
**تتممة**
**في مقالاتنا القادمة**، سنتناول بتفصيل أكبر كيفية دعم الأسرة لأبنائها خلال هذه الفترة الانتقالية الحاسمة . سنعتمد على آراء **مختصين** في مجالات علم النفس و الصحة و التربية، و الذين سيقدمون نصائح عملية حول كيفية تحسين أداء الأبناء و تحقيق توازن صحي بين الدراسة و الحياة الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، سنستعرض أهمية التغذية الصحية و النشاط البدني و أثرهما على التحصيل الدراسي و الصحة النفسية.
تابعونا في المقالات المقبلة ، حيث سنقدم المزيد من الأفكار و النصائح التي تساهم في نجاح أبنائنا وتمهيد الطريق لعام دراسي مليء بالتحفيز و الإنتاجية .