جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-
رواية”امومة لم تكتمل “للروائي المغربي “مصطفى الغتيري ” تقع في 133صفحة، صدرت في طبعتها الأولى عن دار “المثقفون العرب”بالقاهرة 2018.
تجري أحداث هذه الرواية في نهاية القرن الواحد والعشرين، وتصنف ضمن رويات الخيال العلمي،حيث أنها تطرقت لموضوع التكنولوجيا المتطورة التي تقودها الصين ، إذ أصبحت في كل حين تفاجئ العالم بتقنياتها واختراعاتها المتطورة،حتى انها أصبحت تفوق أمريكا(القوة الاقتصادية الكبرى) التي لاشك أنها فقدت سيطرتها وهيبتها في الآونة الأخيرة على العالم.
يحكي الكاتب عن زوجين وهما الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية، الزوجة”ريم”وزوجها “رفائيل”يصف الكاتب” ريم”بالتهور حيث انها تخلت عن عائلتها وموطنها للزواج بحبيبها الإسباني”رفائيل”،بالرغم من معارضة أهلها نظرا للاختلاف في المعتقدات الدينية، فقد تجاوزت ريما كل هذه العوائق وتزوجت”رفائيل” فانتقلا للعيش في جزيرة وسط البحر الأبيض المتوسط، التي حولها الصينيون الى جنة تكنولوجية.
تتصاعد أحداث الرواية وتنمو بفعل شخصيتين مهمتين وهما أخت ريم وزوجها، اللذان يقطنان في مدينة اكادير،ويعمل في الزراعة في مياه البحر المالحة، ومن خلال عنوان الرواية،”أمومة لم تكتمل”وسيميائه ودلالته ، نتكهن أن هناك امومة لم تكتمل، لنكتشف فعلا أن البطلة”ريم”قد تبنت روبوتا، أسمته “صامد”وأصبح ابنها المدلل، لكن زوجها رفائيل،لم يكن مرتاحا للروبوت “صامد”، بحيث اكتشف ان روبوت هو جاسوس يرصد كل حركاته وسكانته، ويسجل كل مايكتبه رفائيل من تقريرات بخصوص مشروع الصين التكنولوجي، حتى أوقعه في أيدي الصينين وسجنوه، لكن سجنه لم يدم طويلا، فقد أطلق سراحه محاميه، ولهذا السبب، قرر رفائيل وزوجته، تغيير ذاكرة الروبوت”صامد”الذي تعلقت به “ريم” كأنه ولدها الحقيقي، ومن الجهة الأخرى نجد اخت “ريم” “شيماء”لا تريد أن تنجب بطريقة طبيعية خوفا من عناء الحمل وآلام الولادة، ففضلت مساعدة التكنولولجيا باللجوء الى رحم المختبرات، كما انها أرادت ايضا التعديل في جنس الجنين، الذي أرادته أن يكون أنثى.
من خلال احداث هذه الرواية، يبرز لنا الكاتب”مصطفى الغتيري” أنه رغم التطور الهائل في التكنلوجويا، فإن التكنولوجيا هذه تظل ناقصة ،ولايمكنها تعويض بالعقل البشري وأحساسيه ومشاعره، وهي ايضا سلاح ذو حدين،ويجب ان نحسن استعمالها…
الرواية ذات طابع سردي شيق وممتع،وظف فيه الكاتب تقنية الاستشراف والاستباق، كما انها لم تخل من استرجاع، فضلا عن اعتماد الحوار كشكل سردي يكسر رتابة الحكي، ويحد من خطيته في جميع الفصول، اضافة الى اللغة الجزلة والبسيطة التي يفهمها القارئ العادي،