البروفيسورة والطبيبة المتخصصة في جراحة الثدي والسرطانات السيدة رجاء أغزادي : التزام عميق بصحة النساء في المغرب

جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-

نصيرة بنيوال-

 

 

انطلقت الاحتفالات بمناسبة محاربة داء سرطان الثدي في المغرب في عام 2005، حيث شهدت البلاد بداية جهد مستمر من قبل مجموعة من الناشطين والمختصين في المجال الصحي. ومن أبرز هذه الجهود كانت جمعية “قلب المرأة”، التي أُسست بهدف رفع مستوى الوعي حول سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر والوقاية.

 

بدايةً، نود أن نشيد بالعمل الرائع الذي تقوم به Fondation Lalla Salma في هذا المجال. فقد كانت المؤسسة رائدة في توفير الدعم الطبي والنفسي للنساء المصابات بسرطان الثدي، بالإضافة إلى الفحص المبكر وتقديم العلاج الفعال. إن جهودها المتواصلة تسهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة النساء المصابات بهذا المرض.

 

العمل بصمت

 

لقد عملت جمعية “قلب المرأة” بصمت وإخلاص على مدى سنوات، حيث ساهمت في تنظيم حملات توعوية وتقديم الدعم للنساء المصابات بالمرض. لقد كانت الجمعية منارة للأمل، تعمل على إلهام النساء لتحمل المسؤولية تجاه صحتهن وتعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكر، مما ساعد في إنقاذ العديد من الأرواح.

 

التزام البروفيسورة والطبيبة المتخصصة في جراحة الثدي والسرطانات أغزادي

 

تعتبر البروفيسورة والطبيبة المتخصصة في جراحة الثدي والسرطانات السيدة رجاء أغزادي شخصية محورية في هذا الجهد. في عام 2001 ، أطلقت جمعية “قلب النساء” بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي حول سرطان الثدي. تشدد أغزادي على أهمية التوعية والوقاية، مؤكدة أن هذا المرض يؤثر بشكل متزايد على النساء في مختلف أنحاء العالم.

 

تؤمن البروفيسورة والطبيبة رجاء أغزادي أن شهر أكتوبر، رغم رمزيته كـ “أكتوبر الوردي”، غير كافٍ لمكافحة سرطان الثدي. تقول: “يجب أن تكون هذه المعركة مستمرة طوال العام، لأن المرض لا ينتظر وقتًا معينًا ليظهر”. وتشير إلى تزايد عدد الإصابات بسرطان الثدي بشكل ملحوظ، حيث لا يقتصر على فئة معينة من النساء، دون معرفة واضحة لأسباب هذا الانتشار المتسارع على مستوى العالم.

 

الوقاية كركيزة أساسية

 

تعتبر البروفيسورة والطبيبة رجاء أغزادي أن الصحة هي أثمن ما نملك. وتشير إلى أهمية التوازن بين الصحة الجسدية والعقلية، موصية النساء باتباع نمط حياة صحي: “تناول الفواكه والخضروات، تقليل اللحوم ومنتجات الألبان، وتجنب السكريات الزائدة”. كما تشدد على ممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يوميًا للحفاظ على الصحة و الاهتمام بالصحة النفسية بالابتعاد عن القلق ..

 

مراحل الوقاية

 

تشير البروفيسورة أغزادي إلى أن الوقاية تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية:

 

1. المرحلة الأولى: تتعلق بالتغذية الجيدة وأهمية تناول الفواكه والخضروات، مما يساعد في تعزيز صحة الجسم والوقاية من الأمراض.

 

 

2. المرحلة الثانية: تشمل الفحص الذاتي الشهري بعد انتهاء الدورة الشهرية لاكتشاف أي تغيرات مبكرة، مما يتيح اكتشاف المرض في مراحله الأولية.

 

3 . المرحلة الأخيرة تركز على التأكيد على أهمية الفحص بالماموغرافي للكشف المبكر عن سرطان الثدي. ينصح النساء بزيارة الطبيب المختص بانتظام اعتبارا من سن الأربعين، وإجراء الفحص السنوي للنساء الأكثر عرضة للإصابة، وذلك وفقًا لتوصيات الطبيب المعالج.

 

 

أما إذا تطور الورم، تؤكد أغزادي على أهمية العلاج بجودة عالية، حيث تتطلب كل حالة علاجًا مخصصًا (stratégie thérapeutique personnalisée). وتشير إلى أن المرض يحتاج إلى فريق طبي متعدد التخصصات لمرافقة المريضة.

 

العوامل المؤثرة في الإصابة

 

تؤكد البروفيسورة أغزادي أن هناك عدة عوامل تؤثر في احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، ومن بينها:

 

1. العمر: تزداد احتمالية الإصابة بالمرض للنساء بالتقدم في السن ، ( اللاتي تتجاوز أعمارهن 40 عامًا، حيث تمثل هذه الفئة نسبة مرتفعة من حالات سرطان الثدي ) .

 

2. الجنس: تشكل النساء 98% من حالات سرطان الثدي، بينما تمثل نسبة الرجال 2% فقط.

 

3. التاريخ الطبي العائلي: النساء اللواتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى أو حتى الثانية (مثل الأم أو الأخت ، خالة، عمة …) تم تشخيصهن بسرطان الثدي، تزداد احتمالية إصابتهن بالمرض بنسبة تصل إلى 2 إلى 3 مرات مقارنة بالنساء اللاتي ليس لديهن تاريخ عائلي مع المرض.

 

 

التقدم الطبي وأهمية الجراحة التجميلية

 

شهد المغرب تطورًا ملحوظًا في قطاع الصحة، حيث وفرت وزارة الصحة أحدث التقنيات الطبية لعلاج السرطان، و الأدوية الجديدة ، مع تقدم الجراحة في المغرب و خصوصا جراحة الثدي ، أصبحت النساء قادرات على الحفاظ على مظهرهن الخارجي بفضل الجراحة التجميلية.

 

توضح البروفيسورة رجاء أغزادي أن 70% من النساء المصابات بسرطان الثدي يمكنهن اليوم الحفاظ على الثدي بفضل التقنيات الحديثة للجراحة. وتقول: “الجراحة التجميلية تمكن المريضات من الحفاظ على أنوثتهن، وهو أمر بالغ الأهمية لرفاههن النفسي”. أما في الحالات التي تتطلب استئصال الثدي بالكامل، يتم تقديم عمليات إعادة بناء الثدي لاستعادة التوازن الجسدي والنفسي.

 

مكافحة سرطان الثدي: قضية وطنية

 

تؤكد البروفيسورة رجاء أغزادي أن الوقاية يمكن أن تمنع 40% من حالات سرطان الثدي، وأن الكشف المبكر يرفع معدل الشفاء إلى 100%. لهذا تدعو إلى التوعية المستمرة على المستوى الوطني، وتشدد على أهمية الفحص الدوري بعد سن الأربعين.

 

لا يدخر المغرب جهدًا في دعم النساء عبر حملات التوعية وبرامج الفحص. الجهود التي تبذلها وزارة الصحة، إلى جانب التزام مهنيين مثل البروفيسورة أغزادي، تساهم في تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية وتوعية المجتمع بأهمية الكشف المبكر. علما أن الرعاية الصحية تكلف الدولة مبالغ مهمة .

 

الاحتفاء بالحياة رغم المرض

 

وفي الختام، تؤكد البروفيسورة رجاء أغزادي، التي نقدم لها الشكر الكبير لما قدمته من معلومات قيمة وكل التقدير على جهودها المبذولة في محاربة سرطان الثدي وتوعية النساء بأهمية الكشف المبكر والوقاية، أن النساء اللواتي يخضن *معركة سرطان الثدي*يخرجن منها أقوى. وهذه المعركة تعلم النساء تقدير الحياة كما يجب أن نعيش، ويجب أن نحتفل بالحياة. “Vivre et célébrer la vie”

 

دعوة إلى جميع النساء للاهتمام بأنفسهن…