بقلم: عبد اللطيف بوهلال
أصبح محيط المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة التعليم بالفداء درب السلطان مرتعا خصبا لمروجي المخدرات في شكلها الجديد المسمى –مخدر البوفا- خصوصا أمام الفراغ الأمني الذي تركته مختلف الدوائر الأمنية التابعة لنفوذها الترابي بعض هذه المؤسسات التعليمية، فراغ استفادت منه عصابات ترويج المخدرات التي أحكمت قبضتها على كل الثانويات العمومية كما الخصوصية وطورت من حيلها حتى يتم ترويج المخدر المذكور بشكل سريع ومربح وغير لافت للشبهات فهؤلاء المروجين والذين أغلبهم من ذوي السوابق العدلية أو الصادرة في حقهم مذكرات بحث وطنية يعتمدون على أسلوب التنكر وتجسيد شخصية طالب بحملهم لحقائب مدرسية تساعدهم على الانصهار بسهولة داخل المنظومة المدرسية وتقمص دور طلبة همهم الوحيد طلب العلم ولو بالصين.
التوزيع الأولي لهذه المخدرات يأتي بالمجان بإيهام الطلبة بأنها منشطات لا أقل ولا أكثر والهدف منها خلق جو مفعم بالنشاط والحيوية وأنها مجرد مادة تساعد على الفهم والتركيز إلى أن يصلوا بالشخص إلى ذروة الإدمان لتبدأ المساومات المادية والمعنوية أحيانا خصوصا في صف الإناث .
جدير بالذكر أن مخدر البوفا هو مخدر كان منتشرا في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية الثمانينات وهو عبارة عن كوكايين خالص، يتم فصله عن باقي المواد المكونة له ليصبح صافيا من أية شوائب ،ويستهلك إما عن طريق الاستنشاق أو عن طريق مزجه بأية مادة أخرى مخدرة وعلى غرار كل المخدرات فمادة البوفا لها من التداعيات الخطيرة على الصحة ما فاقت به باقي الأنواع المخدرة لمفعولها السريع والمضر بأنسجة الرئة وقدرتها على تحطيم جدار القلب وصولا إلى السكتة القلبية المفاجئة.
إن كل فعاليات المجتمع المدني مسؤولة عن هذا الخطر الذي يحدق بمستقبل فلذات أكبادنا كما الأسرة التي يجب أن تكون حريصة على متابعة سلوك أبنائها ومراقبتهم وتوعيتهم بما يحوم حولهم من مخاطر فتاكة وإنها لدعوة لكل من له صلاحيات التدخل للحد من ظاهرة ترويج المخدرات بشتى أنواعها داخل وخارج محيط المؤسسات التعليمية في كل ربوع الوطن.