“التحديات في إحصاء الفئات الهشة: كيف تواجه المندوبية السامية للتخطيط إحصاء الأشخاص المختلين عقليًا وبدون مأوى؟”

جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة –

انطلقت يوم الأحد 1 غشت 2024، عملية الإحصاء الوطني التي تنظمها المندوبية السامية للتخطيط بهدف جمع بيانات دقيقة وشاملة عن السكان بمختلف فئاتهم على مدى شهر كامل. من بين الأسئلة التي تطرح في هذا السياق، كيفية إحصاء الأشخاص المختلين عقليًا والأشخاص بدون مأوى.

 

وفي هذا الصدد، أكدت حكيمة البرشغي، المشرفة الإقليمية على عملية الإحصاء في عمالة الفداء مرس السلطان، أن المندوبية السامية للتخطيط خصصت يوم 25 شتنبر 2024 لإحصاء الأشخاص الذين يعيشون في وضعية الشارع وبدون مأوى، بما فيهم المتخلى عنهم. وستتم هذه العملية بتنسيق تام مع السلطات المحلية لضمان جمع هؤلاء الأشخاص في مكان واحد وتجنب التكرار في التعداد.

 

أما بالنسبة للأشخاص المختلين عقليًا، أوضحت البرشغي أن المندوبية لم تخصص فرقًا خاصة لهذه الفئة، بل قامت بإعداد استمارة تُعرف بـ”المحسوبين على حدة”، والتي تشمل الأشخاص غير القادرين على الإجابة، كالمختلين عقليًا، السجناء، والمقيمين في المؤسسات الخيرية أو الداخليات. سيتم جمع المعلومات عن هذه الفئة من قبل أشخاص يعرفونهم جيدًا، مثل السلطات المحلية أو الموظفين والإداريين في المستشفيات، بهدف ضمان توفير الحد الأدنى من المعلومات المطلوبة.

 

وأشارت البرشغي إلى أن عملية الإحصاء تسير بسلاسة منذ انطلاقها، حيث تم اتخاذ كافة التدابير لضمان إدماج جميع الفئات في هذه العملية الوطنية المهمة.

 

جدير بالذكر أن المندوبية السامية للتخطيط قامت بتعبئة 55 ألف شخص من الموارد البشرية، تشمل باحثين، مراقبين، ومشرفين جماعيين، للمشاركة في هذه العملية. وقد شهدت العملية تنوعًا في فئات المشاركين، حيث يشكل حاملو الشهادات والطلبة حوالي 60% منهم، فيما تشكل نسبة 32% نساء ورجال التعليم، بينما يمثل موظفو الإدارات والمؤسسات العمومية والعاملون في القطاع الخاص ومتقاعدو الوظيفة العمومية نسبة 8%.

 

على الصعيد اللوجيستي، تم بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية، اقتناء 55 ألف لوحة رقمية، ستُستخدم لاحقًا في دعم مشروع المدرسة الرقمية. وستُعتمد هذه اللوحات في جمع معطيات الإحصاء من خلال تطبيق معلوماتي تم تطويره من طرف أطر المندوبية السامية للتخطيط.