جريدة أرض بلادي
نظمت هيئة المساواة و تكافؤ الفرص ومقاربة النوع بجماعة تولال يوم الأربعاء 08/06/2022 ندوة في موضوع: التحولات البنيوية للأسرة بتولال وانعكاساتها على الجانب التنموي.
انكبت الندوة على ثلاثة محاور:
1ـ الأسرة وبنياتها: تطرقت فيه الباحثة سكينة وصال إلى مفهوم الأسرة وأنواعها والتحولات المفاهيمية بالمنطقة، حيث تحولت من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية، والمتغيرات التي طرأت على بنيتها ووظائفها التربوية والتنشأة الاجتماعية والبناء النفسي والقيمي. وتطرقت كذلك للتحولات الاقتصادية من شكلها التضامني في الأسرة الممتدة إلى استقلالي فرداني في كل مناحيها من إنفاق وتملك في الأسرة النووية الحالية. والسبل الكفيلة للحفاظ على تماسكها للاستمرار في القيام بوظائفها المتجلية في:
ـ توفير الاستقرار والأمن العاطفي والنفسي لأفرادها.
ـ إدامة المجتمع بيولوجيًا من خلال إنجاب الأبناء، و اجتماعيًا من خلال التنشئة والتربية السليمتين.
ـ تعزز النظام والاستقرار في المجتمع وضمان استمراره ثقافيا.
ـ الحفاظ على القيم والقيمة التضامنية على الخصوص في تنشئة الأطفال، ورعاية المرضى وذوي الإعاقة من بين أفرادها.
2ـ دور تأهيل المرأة في التنمية: و هو المحور الذي تناولت من خلاله فاطمة زايدة مديرة مركز تنمية وتطوير قدرات المرأة، دور تكوين المرأة وتأهيلها للانخراط في سوق الشغل وخلق مشاريع مدرة للدخل، والدور الإيجابي الذي تلعبه المرأة في عملية التنمية والمساهمة في الرفع من الدخل الأسري، كما تطرقت إلى المعيقات التي تحول دون الوصول إلى الهدف المنشود. والسبل الكفيلة لتجاوز هذه المعيقات أكدت على ضرورة الاهتمام بدور التكوين والتأهيل المهني ومساندة الخريجات ماديا ومواكبتهن من أجل تحقيق وإنجاح مشاريعهن، والأخذ بعين الاعتبار إشراك وإدماج خريجات هذه المعاهد في المخطط الجماعي التنموي.
3ـ تأثير الهجرة على الأسرة: وهو المحور الذي تناوله الحسين أيوسف الفاعل الجمعوي، والذي تطرق فيه إلى دور الهجرة القروية إلى المنطقة في التحول البنيوي الأسري، وأثرها السلبي على عملية التنمية، حيث أن الهجرة أدت إلى تمركز سكاني شكل ضغطا على تولال المركز من حيث الطلب على السكن والعلاج والتمدرس ومختلف المرافق العمومية الأمر الذي أدى إلى الضغط على المصالح المحلية في المقابل عجز القطاع العمومي عن تسيير النمو الحضري.
فالهجرة نحو المدينة بصفة عامة وبتولال على الخصوص، هي من أفرزت ـ حسب رأي المتدخل ـ ظاهرة الباعة المتجولون والبطالة والبطالة المقنعة والجريمة، والتفكك الأسري. وظاهرة البناء العشوائي رغم توقفها لكن مازالت تبعاتها تؤثر سلبا، كالسكن الغير اللائق ومشاكل الصرف الصحي والكهربة، ومشاكل إعداد وثائق التملك، وكذلك بروز السكن المشترك والسكن الاجتماعي الذي أفرز بدوره مشاكل أسرية واجتماعية كبيرة..
وخلصت الندوة إلى الأخد بعين الاعتبار هذه التحولات والتفكير في حل معضلاتها من خلال إحداث مشاريع تنموية والاهتمام بالجانب التكويني كاستثمار في العنصر البشري باعتباره رأسمال لامادي ومحوري في عملية التماسك الأسري والاجتماعي والتنموي.