جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
حمل الحس التضامني عددا لا يحصى من المواطنين إلى الحوز، ووضعهم بجانب المتضررين، لعلهم يضمدون جراحهم بما استطاعوا توفيره من مأكل ومشرب، وحتى المساعدة في عمليات التدخل وسط الأنقاض.
ما حصل في الحوز أظهر منسوب التضامن لدى المغاربة، ومدى استعدادهم للتدخل في الفواجع. فمسالك المنطقة لا تتوقف فيها حركة التنقل، بشكل يجعلها في عدد من النقط متوقفة ريثما يتم التدخل لتحرير الطريق أمام مئات السيارات والشاحنات والدراجات المحملة بشحنات من المساعدات، خصوصا أن الأمر يتعلق بمسالك جبلية ذات منعرجات خطرة.
جهدٌ إنساني
إلى جانب تدخلات الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة، والسلطات المحلية، من أجل توزيع وإيصال كل أشكال الدعم والمساعدة إلى المتضررين من زلزال الحوز، يوجد في الصفوف الأمامية أيضا جهدٌ إنساني يبذله المجتمع المدني، من داخل المغرب وخارجه.
في مسالك الإقليم حركة غير اعتيادية لم يألفها السكان، بسبب قوافل التضامن، فقد نقل حس التضامن إليهم الأغطية والألبسة والخيام والأكل والماء والدواء والشمع، وغيرها من الأساسيات وغير الأساسيات، في وقت اختار آخرون أن يمنحوا النقود مباشرة للمتضررين الذين يجدونهم بجانب الطريق، فيما اختار غيرهم أن يساعدوا في عمليات البحث بين الأنقاض أو المشاركة في نصب الخيام التي تهيئها السلطات المعنية في المنطقة لإيواء الأسر.
هذه المسالك الوعرة المرتفعة، التي تمر من وسط دواوير، وحتى تلك المقطوعة بسبب تساقط الحجارة، لا تمنع هذه المساعدات التضامنية من الوصول إلى حيث يوجد من ستُفرحهم قنينة ماء أو زيت أو علبة سكر أو شاي أو حزمة أغطية ولحاف…
تنسيق مع السلطات المعنية
لا يتم منح هذه الإعانات بدون تنسيق مع السلطات المحلية، إذ هي التي تعرف كيف سيتم الأمر وأين ستُوجه، خصوصا تلك التي يضعها المتضامنون رهن الإشارة للتوزيع.
في جماعة “أنكال”، التي تضم دواوير كثيرة متفرقة، يوجد مخزن لا تنفد منه المؤونة، من زيت وسكر وشاي وماء وأغطية وطحين… يتم التوزيع هنا تحت إشراف السلطات المحلية، وبتأمين من عناصر القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة.
وكما أوضح لنا إيدار أنجار، رئيس جماعة أنكال، يتم التنسيق لاستهداف كل الأسر، ولا توجد أولويات في التوزيع، لكي يتوزع المخزون على الجميع بعد التوصل به من جمعيات المجتمع المدني ومحسنين.
وفي تصريحه ، لفت إلى أن هناك دواوير بالكاد فُتحت المسالك باتجاهها وتنتظر المساعدات.
وإلى جانب هذه المؤن التي تُؤطر السلطات توزيعها، يختار محسنون وجمعيات توزيع ما لديهم مباشرة على المتضررين، في جنبات الطريق وفي الخيام التي تضم الأسر المتضررة، وأيضا في الدواوير التي وصلوها سيرا على أقدامهم.