التطوع ليس مجرد عمل عابر

التطوع ليس مجرد عمل عابر، بل هو قيمة إنسانية نبيلة تعكس روح التضامن والمسؤولية المجتمعية. يوم الأحد 11 غشت كان يومًا استثنائيًا عندما اجتمعنا، نحن مجموعة من شباب الحي ليساسفة، وفقًا للموعد المحدد في تمام الساعة الثامنة صباحًا، وبدأنا في ورشة تطوعية تهدف إلى صباغة جدران مدرسة الفلاح والمسجد. العمل كان مرهقًا بلا شك، خاصة في ظل حرارة الصيف المرتفعة التي جعلت المهمة أكثر صعوبة، لكن شغفنا وحبنا لفكرة التطوع خفف من كل تلك التحديات.

لقد استمرينا في العمل بدون توقف من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، باستثناء فترة استراحة قصيرة لتناول الغداء. رغم الإرهاق، كنا مفعمين بالفخر والإحساس بتحقيق شيء إيجابي لمجتمعنا. كان لهذا العمل البسيط دلالات أعمق؛ حيث شعرنا بأننا قادرون على إحداث تغيير، حتى ولو بسيط، في بيئتنا المحلية.

ما زاد من قيمة هذه التجربة هو أن الهدف لم يكن فقط تحسين مظهر المكان، بل كان أيضًا ترسيخ فلسفة التطوع في أذهان الجميع. نحن نؤمن بأن هذا العمل يمكن أن يصبح عادة مستدامة، وأن هذه المبادرة لن تكون الأخيرة. لقد حددنا مواعيد أخرى لمزيد من الورش التي نسعى من خلالها إلى تعزيز ثقافة التطوع ونشرها بين أفراد الحي.

من الجدير بالذكر أن عددا من الأصدقاء لم يتمكنوا من الحضور بسبب ارتباطاتهم بالعطلة الصيفية. ومع ذلك، كانت الروح الجماعية في أوجها، خاصة عندما سألنا أحد أعوان السلطة عن الجهة المنظمة لهذا الورش. أجبناه بكل فخر أن هذا ليس عملاً ينظمه أي جمعية أو هيئة، بل هو مبادرة تطوعية عفوية من شباب الحي، شباب استيقظوا في الصباح الباكر ليظهروا أن بإمكانهم المشاركة في تحسين حيهم بدل الجلوس وانتظار تدخل المسؤولين.

بهذا الروح، نريد أن نبعث رسالة للجميع: التطوع ليس فقط عملًا نقوم به في أوقات الفراغ، بل هو مسؤولية نتحملها كمواطنين لنتعاون في تحسين بيئتنا وحياتنا العامة.