التفاهة والحكامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي          

جريدة ارض بلادي_ ذة. ليلى التجري

أضحى التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأداة السريعة للحصول على المعلومة في مدة وجيزة ،ووسيلة للتواصل لدى فئة عريضة من المجتمع.

لكن التساؤل المطروح:

ما تداعيات ذلك على الأفراد والمجتمعات؟ولماذا أصبح الاهتمام بالمواقع التافهة أكثر من الثقافية؟ومن المسؤول عن ذلك؟

لمواقع التواصل الاجتماعي إيجابيات كما له سلبيات وخيمة على الأفراد والمجتمعات،وذلك إذا لم يتم حسن ترشيد استعماله في أمور معرفية وعلمية تعم بالفائدة والنفع على الشخص في حد ذاته باعتباره صلب البناء والاستثمار.

بيد أن ما يلاحظ في الآونة الأخيرة الاهتمام بالمواضيع التافهة من أجل تحقيق نسبة من الشهرة، وأحيانا كسب المال ملاذ بعض الأسر المتوسطة الدخل لتحسين ظروفها.

هذا الأمر يترتب عنه نتائج وخيمة على مستوى تفكير الفرد ومحدودية إدراكه واهتمامه بما يسليه عوض ما يعم عليه بالمنفعة العامة.

وبالتالي فالرائد والمتميز عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليس هو المثقف والعالم بل التافه الذي يحصل على أكبر نسبة من المشاهدة والأرباح التي لا يحمد عقباها على فردانية الشخص في حد ذاته ومجتمعه عامة.

في هذا الصدد يقول ‘د.ابراهيم الفقي’: ‘ ومن الفراسة التأمل في عواقب الأمور ومآلاتها فعلا وتركا…’

عكس ذلك نجد حكامة ورزانة فكر ووعي بعض الأدباء المغاربة والعرب باستفحال الظاهرة على نمط التفكير والوعي لدى الأفراد.

وقد حاول مجموعة منهم نشر الوعي الثقافي بتقديم قراءات شعرية وقصصية ومناقشة مواضيع علمية وتقديم ندوات ثقافية بهدف نشر المواضيع الهادفة الجادة والتثقيفية وترسيخ تلك الثقافة لدى نخبة من الجيل الصاعد.

وفي ذلك نستحضر تجربة الشاعر ‘محمود درويش’ والشاعر المغربي’المصطفى ملح’ والكاتب المغربي ‘مصطفى لغتيري ‘ في الآونة الأخيرة.

وغيرهم من الكتاب والأدباء العرب والمغاربة الذين شغلهم الشاغل نشر ثقافة العلم والمعرفة والابداع والابتكار.

ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه:من المسؤول عن ذلك؟

من وجهة نظري الكل مسؤول أفرادا كنا أو مؤسسات أو مجتمعات،لذلك ينبغي تقنين استعمال المواقع التواصلية وترشيد استعمالها فيما هو أفيد ،وإعطاء الأولولية للشهرة أكثر للمواضيع الثقافية والعلمية والبرامج الهادفة،والاهتمام أكثر بالمبدعين والمبدعات من الجيل الصاعد،ومن عمالقة الفكر والأدب ممن تم إهمالهم.

وهذا لا يتأتى إلا بتظافر جهود الجميع لمحاصرة المواضيع التافهة والأخبار الخاطئة والنظر إلى مضمونها كوعاء فارغ لا لبنة أساسية له.

وهنا يكمن دور وسائل الاعلام السمعية والبصرية في نشر ثقافة الوعي والمعلومة الهادفة والمواضيع الجادة.