جريدة أرض بلادي – عبد الفتوح كريمة-
في حادثة مؤسفة تعكس حجم الاستهتار واللامبالاة التي وصل إليها بعض السائقين، شهدت إحدى شوارع المدينة حادثًا مروعًا، حيث قام سائق متهور بقيادة سيارته في حالة هستيرية، متجاهلًا تمامًا وجود المشاة على الطريق. تلك اللحظات الصادمة أظهرت كيف يمكن للتهور والفشوش أن يتحول إلى كارثة تهدد حياة الأبرياء.
وقعت الحادثة عندما كان الشارع مزدحمًا بالمارة، الذين فوجئوا بسيارة تسير بسرعة جنونية وبدون أي اهتمام بوجودهم. السائق، الذي كان في حالة هستيرية، لم يتردد في اختراق الطريق وكأنه في سباق مع الزمن، ضاربًا بعرض الحائط كل قواعد السلامة المرورية واحترام حقوق الآخرين.
ما زاد من فظاعة الموقف هو استمرار السائق في سلوكه المتهور رغم الصراخ والتحذيرات التي أطلقها المارة، وكأنه يعامل الناس على الطريق وكأنهم مجرد بعوض. لحسن الحظ، تمكن أحد سائقي الدراجات النارية الشجعان من محاولة اعتراضه، في محاولة لوقف هذا السلوك الخطير قبل أن تتفاقم الأمور وتؤدي إلى كارثة.
الحادثة أثارت غضب واستياء الكثيرين، الذين طالبوا بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا النوع من السائقين. المواطنون يرون أن التهاون في معاقبة مثل هذه التصرفات يشجع على تكرارها ويعرض حياة المارة لخطر دائم. كما أنهم دعوا إلى تشديد الرقابة المرورية وتعزيز حملات التوعية حول أهمية القيادة الآمنة واحترام حقوق الآخرين على الطريق.
كما أشاد الكثيرون بالسائق الشجاع صاحب الدراجة النارية، الذي حاول بكل ما يستطيع أن يوقف هذا الجنون، معتبرين أن موقفه يمثل نموذجًا للشجاعة والمسؤولية التي يجب أن يتحلى بها الجميع.
في ظل هذه الحادثة المروعة، يتطلع الجميع إلى السلطات لاتخاذ إجراءات حازمة وسريعة لمحاسبة هذا السائق وكل من يتسبب في تهديد حياة الناس على الطرق. تطبيق القوانين المرورية بصرامة هو السبيل الوحيد لضمان السلامة العامة ومنع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل.
يجب أن يكون هناك رسالة واضحة أن أي سلوك متهور على الطرق لن يتم التسامح معه، وأن حياة الناس أغلى بكثير من أي تصرف غير مسؤول قد يؤدي إلى مآسٍ لا تُحمد عقباها.
الحادثة ليست مجرد موقف عابر، بل هي جرس إنذار يدعو الجميع – من سائقين وسلطات ومجتمع – إلى تحمل المسؤولية والحرص على أن تبقى طرقاتنا آمنة للجميع. فسلامة المواطنين ليست مجرد رفاهية، بل هي حق يجب أن يُصان وأن تُتخذ جميع التدابير لحمايته.