الحي الجامعي مشتعل امام انظار الدوادي

إصابة 42 أمنيا وطالبا واعتقال 15وتأخر صرف المنحة يؤجج المواجهات

نقل طلبة وعناصر من القوات العمومية، مساء أول أمس (الخميس)، إلى قسم المستعجلات ابن طفيل، لتلقي العلاجات الأولية، إثر إصابتهم بجروح ورضوض متفاوتة الخطورة، خلال مواجهات عنيفة بمحيط الحي الجامعي بمراكش.


وقالت مصادر إن العناصر الأمنية اعتقلت 15 طالبا، بينهم طالبة، خلال اقتحامها بناية الحي على خلفية احتجاجات الطلبة بسبب تأخر صرف المنحة الجامعية.
وقالت مصادر «الصباح» إن عملية الاقتحام أعقبتها مواجهات في محيط الحي الجامعي بين الطلبة وقوات الأمن استعملت فيها الحجارة والعصي وأسفرت عن إصابة 17 عنصرا في صفوف الأمن، فيما تحدثت مصادر طلابية عن إصابة نحو خمسة وعشرين طالبا بجروح.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن حالة الاستنفار التي عرفها محيط الحي الذي شهد إنزالا أمنيا مكثفا لمختلف أجهزة الأمن، دفعت والي أمن مراكش ووالي الجهة إلى الانتقال إلى المكان لمعاينة الوضع والاستماع إلى إفادة الباشا مدير الحي الجامعي.
وشهد محيط الحي الجامعي وكلية الحقوق على مدى ساعات مواجهات عنيفة وعمليات كر وفر بين الطلبة وقوات الأمن التي استعملت خراطيم المياه لتفريق الطلبة الذين احتشدوا أمام بوابة الحي الجامعي، قبل أن تنجح عناصر الأمن بعد وصول تعزيزات أمنية إضافية في اقتحامه وشن حملة تمشيط بداخله.
وأفاد طلبة، في تصريحات متطابقة، أنهم تلقوا وعدا بتسلم المنح يوم 16 ماي الجاري، لكنهم لم يتوصلوا بها، فانتظروا مدة ثلاثة أيام، دون أن يقدم المسؤولون توضيحات، لينظموا مسيرة احتجاجية سلمية انطلقت من الحي الجامعي باتجاه شارع الكندي بالقرب منه، ردد خلالها الطلبة شعارات تستنكر تأخر المنحة الجامعية، قبل أن يعودوا إلى بوابة الحي للانخراط في وقفة احتجاجية لمواصلة التنديد بتأخر صرف المنح ولامبالاة المسؤولين بوزارة التعليم العالي .وتداولت مصادر أخرى رواية مختلفة عن سبب اندلاع الاحتجاج، مؤكدة أن المنحة الجامعية ليست سوى غطاء، لـ»بعض الطلبة المنتمين إلى أحد الفصائل الطلابية، ورغبته في رفع حدة التوتر مع عناصر القوات العمومية، بهدف الخروج في مسيرة تجوب شوارع والأزقة المجاورة لمحيط الجامعة من أجل التخريب والاعتداء على ممتلكات الغير».
وشهد محيط الحي الجامعي، منذ الساعات الأولى من الزوال، إنزالا أمنيا كثيفا، من عناصر التدخل السريع والقوات المساعدة ومختلف التشكيلات الأمنية، مباشرة بعد تسرب خبر يفيد رغبة بعض الطلبة في تخريب ممتلكات الغير بالأزقة والشوارع المحيطة بالحي الجامعي، إذ اصطفت القوات العمومية أمام المتظاهرين، للحيلولة دون مغادرة بوابة الحي الجامعي، لتنطلق فصول المواجهة التي استمرت أزيد من خمس ساعات .
وفي مدة وجيزة، تضاعفت أعداد القوات العمومية، إذ تقاطرت على محيط الحي الجامعي، أزيد من خمسين سيارة للشرطة والقوات المساعدة، كما انتقلت إلى المكان سيارات الإسعاف التابعة للوقاية المدنية وأيضا شاحنات صهريج المياه لتفريق المحتجين.
وأسفرت المواجهات بين الطرفين عن إصابة حوالي عشرين عنصرا من قوات الأمن، تم نقل ثلاثة منهم إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بمراكش، فيما نقل الباقون بواسطة سيارات الإسعاف إلى المستشفى العسكري ابن سينا، بينما فضل الطلبة المصابون الفرار وعدم تلقي العلاجات الأولية خوفا من اعتقالهم.
محمد السريدي ومحمد الهزيم (مراكش)