الدكتور عبد الرحيم فايق-دخيسي: رائد العمل الإنساني والمواطنة الفاعلة

جريدة ارض بلادي _تحرير نصيرة بنيوال

 

 

الجزء الثالث:  تقدم جريدة سلسلة من مقالات السيرة الذاتية تحت عنوان “شخصيات …” تعده و تقدمه الأستاذة نصيرة بنيوال.

البرنامج سيستضيف على مدار حلقاته عددا من الوجوه والفعاليات التي قدمت و لا تزال تقدم خدمات جليلة، عرض مسار لثلة من الشخصيات المبادرة و الطموحة بغرض تسليط الضوء على شريحة واسعة تعمل غالبا في صمت من أجل تنمية و رفاهية المجتمع اليوم سيتم تسليط الضوء عن الدكتور عبد الرحيم فايق دخيسي

وجدة، المغرب – يعتبر الدكتور عبد الرحيم فايق-دخيسي ، المعروف باسم رحيم فايق ، أحد الأسماء اللامعة في مجال العمل الإنساني والمجتمعي في المغرب. حاملا لشهادة الدكتوراه في علم النفس، كرّس حياته لتطوير الخدمات الصحية و توسيع نطاق الرعاية الطبية للمحتاجين في المغرب من خلال تأسيسه لجمعية ADEP في فرنسا

*مسيرة ملهمة*

بدأ الدكتور رحيم فايق مسيرته الأكاديمية في فرنسا، حيث هاجر لدراسة المسرح و الإخراج. لكن بعد إلغاء المنح الدراسية للطلاب الأجانب، وجد نفسه مضطرا لتغيير مساره. انتقل إلى دراسة علوم التربية و علم الاجتماع في جامعة لورين، ليصبح مستشارا تربويا، و تقلد منصب نائب عمدة مدينة نانسي . هذا المسار الجديد لم يكن عائقا أمام طموحه الكبير، إذ استمر في السعي نحو المزيد من العلم و التحصيل.
تابع دراساته ليحصل على الدكتوراه في علم النفس، و أسّس مركزا بحثيا متخصصا في الدعم النفسي، مما منحه خبرات علمية و عملية مهمة.

*جمعية ADEP*

أسس الدكتور فايق رحيم جمعية ADEP في عام 2005، و كان هدفها الرئيسي منذ البداية تعزيز الصحة العامة في المغرب. بدأت الجمعية بتقديم خدمات ثقافية، ثم توسعت لاحقا إلى تنظيم قوافل طبية، بفضل استقطاب أطباء متطوعين من فرنسا و المغرب. تنظم الجمعية الآن قافلتين طبيتين شهريا، تستهدفان الفئات المحتاجة في المناطق النائية. و تسعى الجمعية دائما إلى توفير رعاية صحية متكاملة، مع التركيز على تحسين جودة الحياة للمواطنين في المغرب.

*ارتباط بالجذور والمواطنة الفاعلة*

رغم إقامته في فرنسا ، بقي الدكتور فايق مرتبطا بجذوره المغربية. حرصه على العودة المتكررة إلى بلده الأم للمساهمة في تحسين الرعاية الصحية يبرز عمق مواطنته وحبه لوطنه. هذا الارتباط لا يظهر فقط في كلماته، بل يتجسد في أفعاله المستمرة عبر المشاريع الخيرية والطبية التي يشرف عليها.

*العائلة والدعم المتواصل*

على الصعيد الشخصي ، لم يكن الدكتور رحيم فايق شخصا ناجحا في المجال الطبي والمجتمعي فقط، بل كان أيضًا أبا صالحا. أفراد عائلته ساروا على خطاه في العمل المجتمعي بصمت و تواضع . رغم نجاحهم في مناصب مرموقة، يظل العمل الإنساني جزءا من حياتهم، حيث يساهمون خلف الكواليس في تقديم المساعدة للفئات المحتاجة و الهشة . هذه الروح الجماعية داخل الأسرة هي انعكاس لتربية الدكتور رحيم فايق ، الذي نقل إليهم قيم العطاء و الخدمة المجتمعية.

*اختيار طريق النبل و الإنسانية*

على مدار مسيرته المهنية، كلف الدكتور فايق بمناصب و مسؤوليات عديدة. لكنه، بدافع من قصة محزنة أثرت في حياته، قرر أن يتخلى عن تلك المناصب و يحتفظ فقط بمهنته النبيلة و عمله الجمعوي . اختار هذا الطريق بدافع الواجب الإنساني و المجتمعي، و سنتعرف على تفاصيل هذه القصة المؤثرة و الحزينة في وقت لاحق…

*الإنسانية بلا حدود*

حتى خلال الأزمات مثل جائحة كوفيد-19، لم يتوقف الدكتور رحيم فايق و فريقه عن تقديم المساعدة. استمروا في تنظيم القوافل الطبية و العمليات الجراحية، و قدموا الدعم للطلاب المغاربة العالقين في فرنسا. أثبتت جمعية ADEP قدرتها على التكيف مع الأوضاع الطارئة و الاستجابة السريعة لاحتياجات المجتمع.
حاليا، تضم الجمعية حوالي 200 طبيب مغربي متطوع، بما في ذلك 77 جراحا و مخدرا، يعملون دون كلل لتقديم الرعاية الصحية للمحتاجين، مع نقل خبراتهم إلى الأطباء المغاربة الشباب. في المستقبل القريب، سيتم افتتاح فروع جديدة للجمعية في مختلف أنحاء المغرب، مع التركيز على مدينة وجدة كمقر رئيسي.

الدكتور عبد الرحيم فايق-دخيسي هو مثال حي للإنسانية و المواطنة الفاعلة، حيث يجسد في شخصه روح العطاء، و يواصل بذل جهوده لتقديم الأفضل لمجتمعه و بلده .