الزمامرة تغرق في الأوحال.. أين التنمية الموعودة؟

جريدة أرض بلادي – محمد كرومي –

مع أولى قطرات المطر، كشفت الطبيعة مجددًا هشاشة البنية التحتية بمدينة الزمامرة، حيث تحولت شوارع وأزقة عديدة إلى مستنقعات وبرك مائية، مما شلّ حركة المارة والمركبات، وأدى إلى عزلة أحياء سكنية بأكملها. هذا المشهد، الذي يتكرر كل موسم، يثير تساؤلات حول مدى جاهزية المسؤولين لمواجهة مثل هذه الأوضاع، وسط غياب حلول مستدامة.

 

تعاني الأحياء الهامشية والصفيحية الأكثر تضررًا، مثل درب برحمة ودرب الصفاء، من انعدام التجهيزات الضرورية، حيث تسربت مياه الأمطار إلى المنازل، ما فاقم معاناة السكان. أما التلاميذ، فهم يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مؤسساتهم التعليمية، إذ أصبحت الطرق المؤدية إليها شبه غير سالكة، مما يهدد حقهم في التعليم.

ما يحدث ليس وليد الصدفة، بل نتيجة واضحة لغياب الصيانة الدورية، وسوء التخطيط، وضعف الاستعداد لموسم الأمطار. فالمشاريع التي يُفترض أن تحسّن البنية التحتية لم تصمد أمام أول اختبار حقيقي، ما يعكس ضعف الرقابة وغياب رؤية تنموية واضحة. مشاهد السيارات العالقة في الأوحال، والحفر المملوءة بالمياه، والمواطنين الذين يجدون صعوبة في التنقل، أصبحت مألوفة في المدينة.

ورغم الشكاوى المتكررة، يبدو أن الأولويات لدى المسؤولين في اتجاه آخر، حيث يتم التركيز على المشاريع الرياضية تحت شعار “الرياضة قاطرة التنمية”، في وقت تعاني فيه البنية التحتية من إهمال واضح. هذا يثير تساؤلات حول مدى التوازن في توزيع الميزانيات، ومدى التزام الجهات المعنية بتحقيق تنمية شاملة تمس مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين.

 

أمام هذا الوضع، يطالب سكان الزمامرة بإصلاحات عاجلة للبنية التحتية، وفق معايير تضمن الجودة والاستدامة. فالطرق الآمنة ليست رفاهية، بل ضرورة تضمن كرامة العيش والتنقل دون معاناة. فإلى متى ستظل المدينة رهينة سوء التخطيط؟ ومتى ستحظى حاجيات المواطنين بالأولوية في سياسات التنمية المحلية؟