الزواية القاديرية البودشيشيةو كيف اصبح من الموردين للزواية و اكتشاف الأسرار الربانية.
جريدة أرض بلادي//أحمد المرس
السمو الروحي الأعظم الجمال الفني للطريقة القاديرية البودشيشية، من بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب الشيخ: “سيدي احمد بن عليوة” والشيخ: “سيدي المختار بن محي الدين” (ت 1914) والشيخ: “سيدي أبو مدين بن المنور” (ت 1955). الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية، الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة و المكشافة الربانية للاسرار التصوف و السمو الروحي
ويعتبر المهتمين و المختصين من جانب آخر بأن الطريقة ، هي جزء من التراث الصوفي المغربي لكل باحث عن السكينة والتقرب الى الله، والزاوية تقدم لهم هذا وتعينهم في ذلك ، على سبيل المثال لا حصر مند الزيارة الأولى التي قمت بها لزواية، و إكتشاف الأجواء الروحانية و القلب متعلق بها ، لا سيما حين تزور الضريح الشيخ العارف بالله سيدي مولاي حمزة رضي الله عنه، فإن بالضريح السكينة و الهدوء إذ تغشى المكان الروحانية الربانية و تشعر بطمائنينة و راحة البال و الصفاء الروحي .
وفي هذا الصدد، أنا ممن يرى بأن الزاوية لها دور إيجابي روحاني، إن الموريدون هم أشخاص من جميع الفيئات ومن مختلف الأعمار ،النساء، و الرجال، و الشيوخ، و أطفال، ومن كل الطبقات المجتمع اناس مثقفين على أعلى مستوى ، كل واحد مهنته إما دكتور دبلوماسي أو مهندس أو استاذ او الذكتور ،و من كبار الأعيان و السلطة لا يحاربون القرآن والسنة، بل إنهم يبدعون بطريقتهم في ذكر الله بهدف تعبئة روحهم، و الابتعاد عن مشاكل الحياة و هموم الدنيا وفيتنها… هذا في نظري لا يضر بالدين، بل هو مستحب بما انه لا يخالف الكتاب و السنة و يقبله العقل و المنطق.
وتعود الزاوية القادرية البوتشيشية في جدورها الى الشيخ “عبد القادر الجيلاني”، وهي طريقة صوفية تؤمن بمحورية الشيخ الذي يزوره المريدون، وتنظم الزاوية لقاءات في كل سنة، يحضرها أتباعها من كل مناطق العالم، حيث يجتمع بالمئات و الالاف من المريدين بمقر الزاوية بمداغ أقصى شمال شرق المغرب في ليلة القدر المباركة، وفي ذكرى عيد المولد النبوي الشريف.
الميئات و آلاف المريدين يحجون إلى الزاوية البودشيشية لإحياء الذكرى ولقاء الشيخ المربي سيدي” مولاي جمال الدين بودشيش” وراث سر الطريقة القاديرية البودشيشية.
تقع زاوية الطريقة القادرية البودشيشية، فوق تل بقرية “مداغ”، التي تبعد حوالي 12 كيلومترا عن بركان، تحيط بها سهول منبسطة مخضرة، بها مزروعات وأشجار مثمرة، جعلت من الزاوية قلعة محصنة للتصوف والمتصوفين، وبيتا للشيخ ومريديه، وملاذا يقصده عشاق الحكمة، عبر عقود كثيرة مضت، ما مكن الطريقة من التوسع في جل بقاع المملكة، بل بلغ صيتها وتأثيرها الكثير من الدول الإفريقية والأوربية،
وجعلها تتربع على عرش التصوف في المغرب وخارجه.
لا تقتصر زيارة فقراء الطريقة القادرية البودشيشية على الليلة الكبرى، التي تصادف ذكرى المولد النبوي، إنما تبدأ الترتيبات أياما قبل هذا الموعد. وكما هي عادة الزاوية، فأبوابها مفتوحة طيلة السنة، تؤوي المريدين وطلبة العلم وحفظة القرآن، لهذا يقصد جزء كبير من الفقراء زاويتهم قبل الليلة الكبرى، يستغلونها لزيارة ضريح الشيخ حمزة البودشيشي، وضريح “سيدي المختار المجاهد”، وغيرها من الأنشطة الأخرى المختلفة.