جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
يعرف مخدر “البوفا” انتشارا سريعا في صفوف الشباب بالمغرب. هذا المخدر الجديد الذي شاع مؤخرا؛ بات يشكل تهديدا حقيقيا على صحة المدمنين الذين يجهلون مخاطره. في المقابل تشن السلطات الأمنية حملات مكثفة لمحاربة هذا المخدر وتوقيف مروجيه على غرار الأنواع الأخرى من المخدرات.
يلوذ ضحايا مخدر ” البوفا” بمركز طب الإدمان بسيدي مومن بالدار البيضاء، يبحثون فيه عن المساعدة من أجل التخلص من ذلك المخدر الذي دمر حياتهم.
يقول شاب حل بالمركز منذ عام طالبا العلاج من إدمان ” البوفا”، إن ذلك المخدر تسبب في تدمير حياته، حيث كان يضطر إلى بيع كل ما يملك من أجل اقتنائه.
قبل عام قرر الكف عن تناول ذلك المخدر، وشرع في التردد على بمركز طب الإدمان بسيدي مومن بالدار البيضاء، حيث يسهر الطاقم الطبي هناك على مساعدة مدمنين على ذلك المخدر على طي صفحته.
يقول شاب آخر إنه بدأ يتردد على المركز بعدما تراجع وضعه الصحي و تسبب له المخدر في مشاكل مع أسرته.
تؤكد مسؤولة بالمركز أن العلاج يعتمد على ” الكوتشينغ” والمواكبة النفسية، بالإضافة إلى الأدوية المعالجة للإدمان.
وتشير إلى أن المركز استقبل حوالي خمسين حالة لأشخاص يريدون العلاج من الإدمان على مخدر “البوفا”، حيث يتطلعون إلى الانتصار على سحر ذلك المخدر الذي كبدهم الكثير من الخسائر.
مخدر مشتق من الكوكايين
والبوفا مخدر مشتق من الكوكايين، يتم تحضيره باستخدام بيكاربونات الصوديوم لتحويل مسحوق الكوكايين إلى الكوكايين النقي، كما تستعمل فيه مواد كيميائية أخرى من بينها الأمونياك لتتحول إلى مادة شبيهة ببلورات الكريستال، ويمتص الدم البوفا عند تناولها بشكل سريع كما يصل إلى المخ في 8 ثوان فقط.
وحسب الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، انتشر هذا المخدر بشكل كبير مع بداية الثمانينات في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ في التراجع مع نهاية الثمانينات بعد سن قوانين صارمة لمحاربة ترويجه، إلا أنه انتشر بعد ذلك في أوروبا مع بداية التسعينات قبل أن يدخل السوق المغربية في السنوات الأخيرة.
وبخلاف الكوكايين، يقول حمضي، في تصريح لـSNRTnews، مخدر “البوفا” أكثر قوة، بحيث يمنح للمتعاطي إحساسا سريعا بالنشوة منذ الاستعمالات الأولى، إلا أن مفعوله ينتهي بسرعة ما يجعل متعاطيه يهرع لأخذ جرعات جديدة، مبرزا أن سرعة مفعوله تفسر انتشاره في بعض أوساط الشباب والمراهقين خصوصا.
كيف يؤثر على جسم الإنسان؟
يمنح مخدر البوفا متعاطيه إحساسا بالنشوة والثقة في النفس، بحيث يتم وفق خبراء الإدمان، إفراز كمية كبيرة من الدوبامين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تُحفز الشعور بالبهجة فور تعاطيه، مبرزين أن هذه الحالة تستمر من 5 إلى 10 دقائق كحد أقصى، ثم تبدأ هذه المادة في الانخفاض ما يسبب الشعور بالاكتئاب.
ويصبح بعد ذلك متعاطي هذا المخدر، وفق حمضي، مستعدا للقيام بأي شيء لتناول جرعات أخرى من أجل التخلص من حالة الاكتئاب والعودة إلى النشوة الأولى، ومن تم يصبح مدمنا عليه.
ويرى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن إدمان هذا المخدر تتداخل فيه عوامل نفسية من الدرجة الأولى، إلا أنه لا يخلو من المخاطر الصحية التي قد تؤدي إلى الوفاة؛ على رأسها تأثيره على ضربات القلب وضغط الدم، وتسببه في تهيج العقل. كما يمكن لهذا المخدر أن يتسبب في جلطة دماغية بسبب تأثيره القوي على الدماغ وعلى الجهاز العصبي وبعض الأجهزة الأخرى.