السياسيون بجماعة أولاد دليم في عالم المثل.. والسكان بين التهميش والإقصاء

جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة –

عندما نقرأ رواية “المعذبون في الأرض” لطه حسين، نكتشف بؤس الإنسان المهمّش والمغيب عن الحياة الكريمة. واليوم، يبدو أن هذا الواقع يتكرر بشكل صارخ في جماعة أولاد دليم، حيث يعاني سكان المنطقة من ظروف مزرية تصل إلى حد الكارثة، بسبب انهيار الطرق التي تعد الشريان الوحيد الرابط بين أكثر من 14 دوارًا والعالم الخارجي.

 

المشكلة الكبرى التي تعاني منها المنطقة تكمن في الطرق التي تعرضت للدمار بفعل الاستخدام المفرط وغير القانوني من قبل إحدى شركات تكسير الحجارة الناشطة بالمنطقة. هذه الشركة تستعمل شاحنات ضخمة تتجاوز حمولتها طاقة التحمل الطبيعي للطريق، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل. لم تعد هذه الطرق صالحة للمشي، بل حتى الدواب تجد صعوبة في استخدامها، ما جعل سكان المنطقة يعيشون في عزلة تامة، وكأنهم أحياء أموات.

 

في ظل هذا الوضع الكارثي، اضطر السكان للخروج في وقفات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم المشروعة، وعلى رأسها إصلاح الطرق التي أصبحت منعدمة، رغم كونها المنفذ الوحيد الذي يعتمدون عليه للوصول إلى المدارس، المراكز الصحية، والأسواق.

 

الوضع يثير العديد من التساؤلات حول دور السياسيين المحليين:

هل يستخدم هؤلاء المسؤولون نفس الطرق التي يعاني منها السكان يوميًا؟

ما هو دورهم الحقيقي في تمثيل السكان والدفاع عن مصالحهم؟

وإذا كان بعض المسؤولين ينتمون إلى نفس المنطقة، كيف يمكنهم تجاهل هذا الواقع، وهم يعلمون جيدًا حجم المعاناة؟

ما تعيشه جماعة أولاد دليم ليس مجرد مشكلة طرق، بل هو عجز تام عن تأمين الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم للسكان. الحاجة اليوم ماسة إلى تدخل حقيقي لإعادة تأهيل هذه الطرق، وربط المنطقة بمحيطها الخارجي، من أجل تمكين السكان من حقهم في التعليم، العلاج، والتنقل بحرية وكرامة.

هل سيستمر المسؤولون في العيش بعالمهم المثالي بعيدًا عن معاناة المواطنين، أم سيبادرون أخيرًا لتحمل مسؤولياتهم؟ الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.