أرض بلادي _نصيرة بنيوال
أنا أهتم كثيرا بالثدي الذي نقوم بفتحه، لكن الأهم أن نترك له جماله وشكله. وهي تقنيات جد دقيقة نأخذها من الجراحين التجميليين. فإذا ما نزعنا الورم وحصل ثقب كبير في الثدي، فإننا نقوم بتجميله ومحاولة إعادة شكله السابق. وهي تقنية تعلمتها بباريس، والحمد لله، انتشر هذا النوع من الجراحة وموجود بالمغرب حتى تعرف النساء أن كل ما ينجز بفرنسا موجود ببلدنا.”* هذه الكلمات تعكس فلسفة السيدة رجاء أغزادي، الجراحة المغربية المتميزة، التي تعتبر واحدة من أبرز الشخصيات القيادية في مجال الجراحة النسائية.
تعتبر السيدة رجاء أغزادي مثالا يحتذى به في مجال الجراحة، حيث تخرجت كأصغر طبيبة في دفعتها، وتمكنت بفضل إصرارها وطموحها من أن تصبح أول جراحة مغربية تثقن الجراحة ، وهي مهنة كانت حكرا على الرجال في الماضي . تمكنت السيدة أغزادي من الوصول إلى مرتبة بروفيسور في الجراحة العامة والجراحة الهضمية في سن الثلاثين، مما جعلها رمزا للتفوق والنجاح .
تخصصت السيدة أغزادي في جراحة الثدي والأمراض السرطانية، وعملت على تقديم أفضل العلاجات للنساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية حساسة. إن شغفها بالنساء ورغبتها في مساعدتهن جعلتها تسعى جاهدة للحفاظ على جمالهن وكرامتهن، من خلال إجراء عمليات تجميلية لتعويض فقدان الثدي وتعزيز الروح المعنوية للنساء.
و لأن العمل الإنساني يشكل جزءا أساسيا من رسالتها، أسست السيدة أغزادي جمعية “قلب النساء”، التي تلقت دعما كبيرا من جمعية “*لالة سلمة* “. لقد ساعدت هذه الجمعية في توفير الدعم اللازم لتمكين السيدات من اجتياز الصعوبات الصحية والمجتمعية. وقد تمكنت الجمعية من إجراء آلاف العمليات المجانية ورفع الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، مما ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح.
إن التقدير الذي تحظى به السيدة أغزادي يتجلى في اختيار جلالة الملك محمد السادس نصره الله لها كعضوة باللجنة الخاصة بالنموذج التنموي للمغرب، وهو تجسيد لثقته جلالته في قدرتها على تحسين واقع المرأة المغربية. إن إنجازاتها تجاوزت حدود المغرب، حيث عملت في عدة دول في إفريقيا، مما يعكس التزامها بمساعدة النساء في جميع أنحاء القارة.
في سياق شهر أكتوبر الوردي، الذي يرمز إلى التوعية بسرطان الثدي، تُعتبر السيدة رجاء أغزادي نموذجا للمرأة القوية التي تعكس الإرادة والعطاء. وفي ظل هذه الجهود، السيدة والبروفيسورة رجاء أغزادي متواجدة حاليا في غانا من أجل *”أكتوبر وردي “*، حيث تواصل نشر الوعي وتعزيز جهود الكشف المبكر. إن جهودها في مجال الجراحة الإنسانية تعزز من أهمية تمكين النساء ودعمهن في معركتهن ضد السرطان.
باختصار، تعد السيدة رجاء أغزادي رمزا للقوة والطموح، وتستحق كل التقدير والإعجاب. إن تجربتها تذكرنا بأن المرأة قادرة على تحقيق المستحيل …*يتبع*