الشباب و السياسة

جريدة أرض بلادي_مليلة بنسليمان

نافع وديع_

كل شاب حكيم يمر في حياته من تلاثة مراحل :في البداية يخاصم السياسة ويتجاهلها ثم بعد ذلك يضطر للإهتمام بها وتقييمها،ليصل في الأخير لممارستها والعمل بها سواء بالإنتخاب أو بالترشح . هذا ما عبر عنه المفكر عبد الله العروي في كتابه”ديوان السياسة” بقوله”أن السياسة قدر شعوب العالم التالث ” قال قدر بمعنى حتمية أي بمعنى ليس لنا خيار في في الإرتماء في حضنها أو تركها . كلنا نرى الآن في المناطق النامية والمهمشة شباب عاطلون عن العمل أو باحثون عن منشآت لممارسة الرياضة أو هم في حاجة لمتنزهات طبيعية لترفيه عن أنفسهم أو غياب لطرق معبدة بدون حفر أو تآكل جنباتها أو غياب للإنارة …والمشكلة الأكبر أن يغتصب حقك في الحصول على خدمات صحية وتعليمية ملائمة .هذه الأشياء الحيوية كلها مرتبطة إرتباطا كبيرا بمستقبل كل شاب يصبو لحياة سليمة .فالشباب بكل أطيافهم مضطرون لممارسة السياسة والإرتماء داخلها بكل شغف وإرادة وحماس ، فهي التي قد تنقذك من العطالة إذا كان منتخبك المحلي أهلا للأمانة وكفؤا لها وقادرا على تحقيق التنمية التي تحتاجها المنطقة ، والسياسة كذلك هي من ستتحكم في مستقبلك ومستقبل أبناءك ومستقبل الأجيال اللاحقة من منطقتك . فمن العبث الأخلاقي والوجودي أن ترهن مستقبلك وأحلامك في يد شخص يفتقد لحس المسؤولية وروح العمل .
فالسياسة مشروع حياة وليس ورقة توضع في صندوق فقط.
فعلاقة الشباب بالسياسة كما قال الأستاذ عبد الله العروي هي علاقة حتمية و لا مجال للهروب منها،هي قدرنا ونحن قدرها، كما توضح الصورة المنقولة التي يبحث صاحبها عن واقع و آفاق الشباب و السياسة.