جريدة أرض بلادي- شيماء الهوصي –
تُعد الأقاليم الصحراوية المغربية، مثل جهة واد نون، جهة العيون الساقية الحمراء، وجهة الداخلة وادي الذهب، مناطق تتميز بمناخ جاف وشبه قاحل. ومع ذلك، تحتوي هذه المناطق على شبكة هيدروغرافية فريدة تلعب دوراً محورياً في توفير الموارد المائية والحد من آثار الجفاف الذي يضرب هذه المناطق بشكل دوري. ومن بين أهم المعالم الهيدروغرافية في هذه الجهات، نجد السدود التي أُنشئت بهدف تخزين المياه وتوفيرها للسكان المحليين والقطاعات الاقتصادية.
### سد تويزكي الرمث: نموذج للتحدي والنجاح
سد تويزكي الرمث، الواقع في إقليم أسا الزاك، يُعدّ واحداً من السدود الرئيسية في الأقاليم الصحراوية. رغم البيئة الصحراوية القاحلة، يمثل هذا السد معجزة هندسية وأحد أبرز المشاريع التي تعكس قدرة المغرب على مواجهة التحديات المناخية. السد يتميز بقدرته على تخزين كميات كبيرة من المياه القادمة من التساقطات المطرية، ما يجعله ركيزة أساسية للتنمية المحلية.
في السنوات الماضية، شهدت المنطقة تساقطات مطرية غير متوقعة، ما أدى إلى ملء السدود بشكل أكبر من المتوقع، وكان سد تويزكي من بين السدود التي استفادت من هذه الظاهرة الطبيعية. ومع التساقطات الأخيرة، يأمل السكان المحليون أن تتكرر هذه المشاهد الإيجابية، إذ أن وفرة المياه في السد تُسهم في دعم الزراعة وتوفير المياه الصالحة للشرب.
### أهمية السدود في الأقاليم الصحراوية
تعتبر السدود من البنى التحتية الحيوية في الأقاليم الصحراوية المغربية، إذ تُعنى بتخزين المياه التي تأتي من الفيضانات المفاجئة أو الأمطار الغزيرة الموسمية، وهي ظواهر نادرة في هذه المناطق. هذه السدود لا توفر فقط المياه للزراعة والاستهلاك البشري، بل تعمل أيضاً كحماية من الفيضانات التي قد تدمر البنية التحتية والمنازل في حالة عدم وجود أنظمة تخزين مناسبة.
### ترتيب أكبر السدود في الأقاليم الجنوبية
فيما يلي نقدم ترتيباً لأكبر عشر سدود في الأقاليم الجنوبية المغربية، موزعة على الجهات الثلاث، والتي تلعب دوراً استراتيجياً في دعم التنمية المستدامة:
1. **سد تويزكي** (إقليم أسا الزاك) – يُعدّ الأكبر والأهم من حيث السعة والتأثير في المنطقة.
2. **سد سيدي يوسف بن علي** (جهة واد نون) – يوفر المياه للزراعة والاستخدامات المنزلية.
3. **سد العيون** (جهة العيون الساقية الحمراء) – يساهم في استدامة الموارد المائية لمدينة العيون.
4. **سد الداخلة** (جهة الداخلة واد الذهب) – يعد السد الرئيسي في منطقة الداخلة.
5. **سد أوسرد** (إقليم أوسرد) – يلعب دوراً مهماً في تزويد المناطق المجاورة بالمياه.
6. **سد بوجدور** (إقليم بوجدور) – يساهم في تخزين مياه الأمطار الموسمية.
7. **سد السمارة** (إقليم السمارة) – يساعد على توفير المياه في المناطق الداخلية.
8. **سد كلميم** (إقليم كلميم) – يدعم المنطقة بالموارد المائية الضرورية.
9. **سد طانطان** (إقليم طانطان) – يساهم في تأمين المياه لمدينة طانطان وضواحيها.
10. **سد أسا** (إقليم أسا الزاك) – يوفر دعماً مائياً إضافياً للمناطق المحيطة.
### أثر التساقطات المطرية الأخيرة
تُبشر التساقطات المطرية التي شهدتها الأقاليم الصحراوية مؤخراً بعودة الحياة إلى هذه السدود، حيث تُعد هذه الأمطار نعمة طبيعية تعزز منسوب المياه وتُحسن من ظروف الزراعة والرعي في المنطقة. ومع ذلك، يبقى التحدي الأساسي هو كيفية إدارة هذه الموارد المائية بشكل مستدام لضمان توفيرها على مدار السنة.
تؤكد هذه الأمطار أن إنشاء السدود في المناطق الصحراوية لم يكن قراراً استراتيجياً فحسب، بل ضرورة ماسة لمواجهة التقلبات المناخية والحفاظ على الاستقرار البيئي والاقتصادي. سد تويزكي، على سبيل المثال، يعكس نجاح هذه السياسة في تحويل منطقة صحراوية إلى نقطة حيوية تعتمد على السدود في تأمين مستقبلها المائي.
### الخلاصة
تُعتبر الشبكة الهيدروغرافية في الأقاليم الصحراوية المغربية وسيلة حيوية لضمان استدامة الموارد المائية في مناطق تعاني من الجفاف وشح الأمطار. السدود، وعلى رأسها سد تويزكي، تلعب دوراً حيوياً في تخزين مياه الأمطار والتحكم في الفيضانات وتوفير مياه الشرب والري. ومع التساقطات المطرية الأخيرة، تتجدد الآمال في تحسين منسوب هذه السدود وتعزيز التنمية في هذه المناطق.