الصحراء المغربية: تصريح بوريطة يمهد لحسم نهائي… و جريدة “أرض بلادي” تواصل انخراطها بروح المواطنة

       بقلم: نصيرة بنيوال / جريدة أرض بلادي 

تتبنى جريدتنا، بقناعة راسخة، تصريح السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الخميس 17 أبريل 2025 بالعاصمة الإسبانية مدريد، والذي قال فيه:

«اليوم تنبثق فرصة حقيقية لحل هذا الملف نهائيا… أولئك الذين لا يزالون يدافعون عن خيار الاستفتاء لا يبحثون عن حل، بل يريدون إبقاء الوضع مجمدا، حيث يعيش آلاف الأشخاص في مخيمات منذ خمسين سنة، في ظروف غير إنسانية».

هذا التصريح ليس مجرد موقف دبلوماسي، بل محطة فاصلة في مسار القضية الوطنية الأولى، يعبر عن رؤية مغربية واضحة تفضل الواقعية السياسية، وتكرس مفهوم السيادة الكاملة في إطار مبادرة الحكم الذاتي التي طرحتها المملكة منذ 2007، والتي أضحت اليوم الأساس الوحيد المعترف به دوليا.

الملك، الراعي و الركيزة الأول…

لا يمكن فهم هذا الموقف القوي دون استحضار القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يعطي للقضية الوطنية بعدها الحقيقي، باعتبارها قضية وحدة غير قابلة للتجزيء، وحقا سياديا لا يقبل فيه أي مساومة أو تردد.

الرؤية الملكية، بثباتها وذكائها الاستراتيجي، جعلت من هذه القضية ليس فقط ملفا دبلوماسيا، بل مشروعا وطنيا شاملا للتنمية، والكرامة، والاندماج، حيث تستثمر الطاقات وتوجه الإمكانات في خدمة الإنسان المغربي في كل جزء من ترابه، من الشمال إلى الجنوب و من الشرق إلى الغرب ..

وقد حظيت هذه المبادرة بقبول متنام على الساحة الدولية ؛ فالعديد من الدول الكبرى والمنظمات الأممية وجمعيات حقوق الإنسان أبدت دعمها لها كمسار سلمي لإنهاء النزاع وضمان الاستقرار الإقليمي. ويعكس هذا الدعم المتزايد من قوى دولية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا… ثقة المجتمع الدولي في قدرة المغرب على قيادة عملية الحكم الذاتي وتأمين حقوق ساكنة الصحراء في إطار السيادة الوطنية، بعيدا عن مناورات الانفصال وتضليل الرأي العام العالمي.

مواطنة ذكية… وانخراط فعال

ونحن في هذه الجريدة، لا ندعي احتكار الوطنية، بل نؤمن بأن كل مغربي، داخل الوطن أو خارجه، يحمل في وجدانه بذور الانتماء والمبادرة. ولهذا، فإننا نوجه دعوة ذكية ومفتوحة، لكل أفراد المجتمع:

إلى الجمعيات والمنظمات، بأن تفعل أدوارها التوعوية، وتعيد التعبئة حول القضية بروح جديدة.

إلى المؤسسات الثقافية والإعلامية، بأن تجعل من خطاب الحكم الذاتي مادة للنقاش والنشر والتنوير.

إلى الشباب، بأن يربطوا بين قضايا الهوية والتنمية والانخراط في المسارات السياسية.

وإلى الجالية المغربية، بأن تكون صوت الوطن في المحافل الدولية، ترد على الادعاءات، وتكشف الحقائق.

                        الرسالة الأخيرة…

نحن نكتب اليوم لا دفاعا عن موقف دبلوماسي عابر، بل دفاعا عن مستقبل وطن. نكتب لأننا ندرك أن الإعلام الحر ليس محايدا حين يتعلق الأمر بالسيادة، ولا صامتا حين تمس وحدة الأرض والروح.

نكتب لأننا مواطنون قبل أن نكون صحفيين. لأننا نؤمن أن المغرب، بكل طاقاته ورموزه، يمضي بثقة نحو إنهاء نزاع استهلك وقتا طويلا، بحكمة ملك، وبصوت شعب، وبقوة مبادرة تتسع لكل من يحب هذا الوطن.