الطقوس الاحتفالية المغربية بكرنفال ‘بوجلود’

جريدة أرض بلادي-ليلى التجري-

بيلماون’ باللهجة الأمازيغية و’بولبطاين’ أو ‘بوسبع بطاين’ ‘تاشيخت’ كلها أسماء متعددة لحدث واحد لطقوس الاحتفال ببوجلود.
ترجح بعض الآراء أصول الطقوس الاحتفالية إلى إفريقيا في أسطورة قديمة تتحدث عن وحش كان يزرع الرعب في قلوب الناس بشكله المرعب خصوصا في البوادي النائية .
وفي بعض الروايات يرجع أصل الظاهرة إلى عملية لسطو اللصوص على ممتلكات أهل القرية متخفين في جلود الحيوانات حتى لا يتعرف عليهم أحد.
وفي رواية أصل بوجلود يعود للرومان إذ كانوا يحتفلون بما يسمى ب’ ديونيسيس’.
ويتجسد من خلال موكب يضم ممثلين يرتدون أقنعة بصحبة الأطفال ويغنون أناشيد دينية لتصبح عادة مرتبطة بعيد الأضحى ويرتدي الشبان الشجعان جلود الأضاحي.
فيما اعتبر عدد من الباحثين في التاريخ المغربي بأن بوجلود من الكرنفلات الاحتفالية المغربية الغنية بعبق التراث المغربي من حيث عمق الدلالة والتركيبة المعقدة.
يجري الاحتفال بكرنفال «بوجلود» في شكله الهزلي في ليلة اليوم الثاني من عيد الأضحى، ويسمى المتنكرون بحسب مدن وقرى المغرب بـ«بجلود أو ولبطاين أو يلماون». ويمر «بوجلود» على البيوت حيث يتحلق حوله الأطفال والشباب، وهو يؤدّي حركات طريفة، وهي طقس خاص يمارس في الكثير من المدن والقرى المغربية وطيلة سبعة أيام العيد.
«بوجلود» شخص يلبس فروة الخروف حتى يبدو على هيئته؛ بقرنين على رأسه، ويطوف على الناس وخلفه موكب من الشباب والأطفال، يتم اختياره من بين أقوياء البنية بالحي، قادر على ارتداء جلود الأكباش السبعة التي يرتديها: اثنان منها في اليدين، ومثلهما في الرجلين والصدر والظهر، والسابعة تلفهما، وهكذا، يأتي دور المنشط، الذي يكون ذا دراية بالعادات والتقاليد وبأسماء السكان، لأنه سوف يوظفها خلال الجولات الليلية التي سيقوم أو ستقوم بها الفرقة، لتبدأ جولة تلقي عطايا الناس لهم، أو من أجل جمع جلود أضحية العيد، ويقوم الجمهور من السكان باللحاق بهم، والسير في إثرهم لدرجة أنهم يندمجون في الدور أحياناً، وفي مناطق من المغرب يقوم «بجلود» بضرب الناس بقوائم أضحية العيد، وفي ذلك بركة حسب المعتقدات.

وتجدر الاشارة بأن الظاهرة الاحتفالية بكرنفال بوجلود المغربي مازالت إلى يومنا هذا متوارثة لدى أجيال من مختلف المدن المغربية.

ويبقى جوهر الاحتفال هو تحقيق تجمهر عدد أكبر من الزوار  لمشاهدة مجسد الشخصية.