الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، الذي انتقد فيه الملك محمد السادس السياسيين، خصوصا الذين يدبرون الشأن العام، دفع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، إلى دعوة وزرائه إلى حضور اجتماع عاجل، اليوم الأربعاء؛ وذلك في رد فعل على ما جاء في “خطاب العرش” نهاية الأسبوع الماضي.
وبحسب ما علمت هسبريس، فقد وجه رئيس الحكومة دعوة عاجلة إلى وزرائه للالتحاق بمقر رئاسة الحكومة بالرباط مساء اليوم، مؤكدا أن الهدف هو تقديم الأجوبة لما جاء في خطاب الملك الذي كان “صارما” في ما يخص الحكومة.
وكان الملك محمد السادس قد أكد أنه لن يقبل بأيّ تراجع عن المكاسب الديمقراطية، ولن يسمح بأية عرقلة لعمل المؤسسات، وقال إن “الدستور والقانون واضحان، والاختصاصات لا تحتاج إلى تأويل”، وخيّر المسؤولين بين ممارسة صلاحياتهم أو الاستقالة، وأورد في هذا الصدد: “عوض أن يبرر المسؤول عجزه بترديد أسطوانة: يمنعونني من القيام بعملي، فالأجدر به أن يقدم استقالته التي لا يمنعه منها أحد”، مؤكدا أن “المغرب يجب أن يبقى فوق الجميع، فوق الأحزاب، وفوق الانتخابات، وفوق المناصب الإدارية”.
الخطاب الملكي، الذي استنفر العثماني ودفعه إلى عقد لقاء عاجل مع الوزراء، يعد بمثابة امتحان أول للحكومة. وقد كشف مصدر حكومي أن “الهدف من اللقاء هو البحث عن الإجابات الحقيقية لجميع الإشكالات التي طرحها الملك محمد السادس”، مشددا على ضرورة “أن نجد كذلك الإجابات للانتظارات التي يعبر عنها المواطنون المغاربة”، بتعبيره.
وكان الملك قد أكد أن ممارسات بعض المسؤولين المنتخبين تدفع عددا من المواطنين، وخاصة الشباب، إلى العزوف عن الانخراط في العمل السياسي، وعن المشاركة في الانتخابات، موضحا أنهم “لا يثقون في الطبقة السياسية، ولأن بعض الفاعلين أفسدوا السياسة، وانحرفوا بها عن جوهرها النبيل”.
ونبه الجالس على عرش المملكة المسؤولين إلى أنه “عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة للاستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة”، مضيفا أنه “عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه”.