العلامة المغربي الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة في ذمة الله

غادرنا إلى دار البقاء ، صباح يوم الخميس 29 يناير 2020 بتطوان الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة أبو أويس، عن سن يناهز 88 سنة.
ويعد الراحل من علماء المغرب، وهو محقق وباحث مدقق، من مشاهير رجالات العلم والثقافة العربية الإسلامية، ومن العلماء المشهود لهم بالإحاطة الواسعة بمحتويات خزائن الكتب العربية الإسلامية قديمها وحديثها، مخطوطها ومطبوعها.
ولد الشيخ، في مدينة تطوان يوم السبت 26 ربيع الأول 1351 موافق يوليو 1932هـ، في أسرة متدينة وعالمة ومحافظة.
درس في المسجد أو ما يسمى بالعتيق في سن مبكرة، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة والحساب والدين وبعضَ قصار السور، ثم أتم حفظ القرآن، ثم بعض المتون العلمية كالأجرومية، والمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، والخلاصة وهي ألفية ابن مالك، وبعض مختصر خليل في الفقه المالكي، ثم التحق بالمعهد الديني بالجامع الكبير ومكث فيه نحو عامين حيث تلقى خلالها دروسا نظامية مختلفة في التفسير والحديث والفقه والأصول والنحو البلاغة، على يد ثلة من العلماء، والنوابغ الذي عاصرهم.
يقول الشيخ الأمين بوخبزة في مذكراته “..وفي فاتح رجب 1367 هـ توفي والدي رحمه الله ففُتّ في عضدي، وخمدت جذوة نشاطي، وتأخرت عن كثير من دروسي انشغالا بالعيش وحل المشاكل المخلفة، وسعيا على الوالدة والإخوان، ولم أنقطع قط عن الدراسة والمطالعة واقتناء الكتب ودارسة إخواني الطلبة الأدب والعلم، وفي نحو عام 1370 هـ زرت مدينة فاس ومكثت بها أياما أخذت فيها دروسا على الفقيه الشهير محمد بن العربي العلَوي بالقرويين في أحكام القرآن لابن العربي، وبعد ذلك عرض علي الفقيه القاضي الحاج أحمد بن تاوَيْت رحمه الله العمل معه كاتبا بعد أن عينته وزارة العدل قاضيا ثانيا عند اتساع العمران، وازدحام السكان، فأنشأت محكمة شرعية أخرى بحي العيون غربي الجامع، فقبلت وعملت معه كاتبا”.
أصدر بوخبزة مجلة “الحديقة” وهي مجلة أدبية ثقافية استمرت خمسة أشهر، غير أنها توقفت في رمضان خلال نفس السنة، وكانت بمثابة مجلة الطلبة الوحيدة في شمال المغرب، حيث كان ينشر فيها نجباء الطلبة وكتابهم وشعراؤهم وقصاصوهم.
الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة عالم من مشاهير علماء المملكة المغربية، ورجل له باع طويل في إحياء ما اندثر من العلوم خاصة الشرعية، وأهمها علم الحديث، له تاريخ طويل في نشر العلم عبر محاضرات، ودروس علمية وإشراف أدبي وعلمي على كثير من الباحثين في كثير من الأقطار الإسلامية، فضلا عن دوره الفعال في خدمة المخطوطات في القطر المغربي.
الجنازة غاب عنها الإعلام الرسمي وحضرت القناة 9 التركية لتغطي جنازة العلامة المغربي
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان تعازينا الحارة في المصاب الجلل إلى عائلته صغيرا وكبيرا.
مراسلة / أرض بلادي