جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة –
كشف تقرير حديث صادر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي عن تأثيرات سلبية خطيرة للعنف في الوسط المدرسي على التلاميذ، مشيراً إلى أن هذا العنف يحد من ولوج التلاميذ للتعليم ويعرقل تفتحهم الكامل. وأوضح التقرير، المعنون بـ “المساواة بين الجنسين في ومن خلال المنظومة التربوية”، أن الفتيات يعانين بشكل أكبر من العواقب النفسية الناتجة عن العنف، خصوصاً التحرش الجنسي والتهديدات، بينما يكون الأولاد أكثر قدرة على إعادة بناء أنفسهم بعد التعرض للعنف.
العنف اللفظي: السخرية والشتائم
أظهرت البيانات التي جمعها المجلس أن العنف اللفظي يؤثر على كلا الجنسين، ولكن دوافعه وأشكاله تختلف قليلاً بين البنات والأولاد. وكشفت دراسة أجرتها الهيئة الوطنية للتقييم في 27 مؤسسة تعليمية أن نسبة الفتيات اللواتي تعرضن للسخرية والشتائم في المرحلة الابتدائية وصلت إلى 10.3%، بينما بلغت النسبة 12.4% بين الأولاد. في التعليم الثانوي، يتعرض الأولاد للسخرية والشتائم بشكل متكرر.
مرتكبو العنف: الأولاد في الصدارة
بحسب الدراسة، فإن الأولاد هم الأكثر ارتكاباً للعنف اللفظي في المرحلتين الابتدائية والثانوية. وأفاد نحو 50% من التلاميذ الضحايا بأن مرتكب العنف كان ولداً منفرداً أو مجموعة من الأولاد، بينما أشار 29% منهم إلى أن مرتكب الفعل كان فتاة أو مجموعة من الفتيات.
العنف الجسدي: تهديد سلامة التلاميذ
على مستوى العنف الجسدي، أشار التقرير إلى أن الأولاد أكثر عرضة لهذا النوع من العنف سواء في المرحلتين الابتدائية أو الثانوية. ففي المرحلة الابتدائية، أفاد 13.2% من الأولاد بتعرضهم للضرب بشكل متكرر مقارنة بـ9.2% من الفتيات. ويستمر هذا الاتجاه في المرحلة الثانوية حيث أكد 8.3% من الأولاد تعرضهم للدفع والضرب مقارنة بنسبة أقل بين البنات.
دور المعلمين في العنف المدرسي
أظهرت النتائج أن بعض أطر التدريس يرتكبون بدورهم أعمال العنف الجسدي، حيث أفاد 56.6% من التلاميذ بتعرضهم للضرب من قبل معلميهم.