الغلاء والكساد يضربان حانات ومقاهي “الشيشة” بعين الذئاب

diab_554864591

لم ينجح معظم أرباب المقاهي والحانات ومحلات تقديم “الشيشا” في منطقة عين الذئاب بالدار البيضاء، في استقطاب زبائن من ضمن رواد هذه المنطقة الشاطئية خلال الليلتين الأولين من رمضان، على الرغم من احتدام المنافسة بينهم من أجل تقديم عروض فنية لفنانين مغاربة مغمورين أو مبتدئين على أمل رفع رقم معاملاتهم الذي ينخفض بشكل لافت في هذا الشهر من السنة.

حركة بطيئة تخيم على منطقة كورنيش الدار البيضاء، مجموعات بشرية متناثرة هنا وهناك جاءت للتسكع على طول الشريط الساحلي السياحي لعين الذئاب، مقاهي تنتظر زبناء قد يأتون أو لا يأتون، حتى الحانات تحاول التأقلم مع متطلبات الزبناء على أمل جذب اهتمامهم.

اختار معظم رواد كورنيش عين الذئاب، خلال اليوم الثاني من شهر رمضان الذي اتسم بارتفاع درجة الحرارة طوال النهار قبل أن ينتعش الجو في منتصف الليل، التجوال راجلين على طول الشريط الساحلي دون أن يعرجوا على هذه المقاهي لمتابعة فقرات التنشيط الفني.

حتى مقاهي “الشيشا” لم تتمكن من جذب زبنائها المعتادين الذين عادة ما يفدون عليها في الأيام العادية، بما فيها تلك التي حافظت على مستويات أسعارها نفسها التي كانت تطبقها قبل حلول شهر رمضان.

وعبّر مسيّر لمقهى “الشيشا”، والذي حافظ على مستوى 80 درهما للنرجيلة، عن تضايقه من إحجام محبي هذا النوع من التدخين عن ارتياد المقهى بوتيرة الأيام العادية نفسها، مما أثر سلبا على مدخوله المالي.

أرباب هذه المقاهي والحانات، الذين يشكون كساد معاملاتهم في شهر رمضان، يكتفون بتقديم المشروبات الغازية والشاي والعصائر عوض المشروبات الكحولية التي تقدمها في باقي أيام السنة، لكن الأسعار تظل جد مرتفعة ولا تقل في معظمها عن 50 أو100 درهم لتذكرة مشروب دون احتساب كلفة الدخول إلى المقهى أو الحانة لمتابعة العرض الفني.

ويربط عدد من مسيري هذه المقاهي والحانات ارتفاع سعر المشروبات بالخدمات الإضافية التي يقدمونها للزبناء، والمتمثلة في العروض الفنية، وهي الخدمات التي يدرجون ثمنها ضمن تذكرة الدخول التي تتيح للزبون تناول مشروبه الأول مجانا، في حين يتراوح سعر المشروب الثاني ما بين 50 و100 درهم، وما بين 100 و150 درهما بالنسبة لـ”الشيشا”.

ويشكو هؤلاء التراجع الكبير المسجل على مستوى إقبال البيضاويين على محلات الشريط الساحلي لكورنيش الدار البيضاء في الأيام الأولى من شهر رمضان عكس باقي أيام السنة، ويقولون إن هذا التراجع غير مطمئن.

سعيد، الذي أتى رفقة أصدقائه إلى كورنيش عين الذئاب، اعتبر أن ارتفاع أسعار تذاكر متابعة الحفلات الفنية التي تقدمها هذه الحانات والمقاهي الفاخرة، جعله يصرف النظر عن حضور مثل هذه الحفلات، والاكتفاء بالجلوس رفقة أصدقائه في إحدى المقاهي التي تطل على شاطئ المحيط الأطلسي.

ويضيف سعيد: “أسعار الطلبيات في هذه المقاهي تظل بدورها مرتفعة ولا تقل عن 20 أو30 درهما، لكنها مقبولة بعض الشيء، عكس باقي المقاهي والمحلات الأخرى التي تجبر الجميع على أداء مبالغ خيالية لقاء حضور عرض فني لمغني مبتدئ”.

اقتربت الساعة من منتصف الليل، تحرك سعيد صوب سيارات الأجرة من الحجم الكبير للعودة إلى مركز المدينة، قبل التوجه إلى بيته في منطقة سباتة، بعدما اتفق مع أصدقائه على عدم العودة إلى عين الذئاب والاكتفاء بارتياد إحدى مقاهي ساحة مارشال بمركز المدينة، والتي لا يتعدى سعر المشروبات بها 9 دراهم.