الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها

جريدة أرض بلادي_الدار البيضاء_

بوشعيب جميلي_


لهذا المثل قصة عند العرب ذلك أن احدهم تزوج إمرأة إسمها “فتنة” فظن من اسمها أنها جميلة. فلما أقبل عليها كره قبحها.في الغد حزم أمتعته باكرا وهم تاركا البيت. فإذا بأمه تسأله: إلى أين يا بني؟، قال: مسافر يا أمي، قالت: وفتنة؟!! قال: الفتنة نائمة. لعن الله من أيقضها.
فاللهم إحفظ المغرب والجزائر من الفتن ما ظهر منها وما بطن ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورة الحجرات 9-10.
بين المغرب والجزائر روابط دم “وعمر الدم ما بصير ميه” كما يقول أشقاؤنا في مصر.وتقويها أواصر الإسلام .وقد عرفت العلاقات بين الجزائر والمغرب محطات ود سياسي. رغم فترات من التوتر . منذ حرب الرمال في أكتوبر 1963.تلاها اعتراف محكمة العدل الدولية بلاهاي بروابط البيعة بين الصحراويين والعرش العلوي بعد إنسحاب اسبانيا سنة 1975
و كانت قمة الملك الحسن الثاني و الرئيس الشاذلي بن جديد بوساطة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز يوم 4 ماي 1987. بالحدود الغربية للجزائر. أولى محطات التقارب السياسي بين البلدين، بعد 12 سنة من التوتر ​​و بتاريخ 25 ماي 1987. تم تبادل 252 أسيرا بين البلدين.وخلال هذا اللقاء اقترح الملك الحسن الثاني على الرئيس الشاذلي بن جديد. إنشاء لجنة مختلطة لتسوية القضايا العالقة بين الجزائر والمغرب. وكانت تلك أولى الخطوات العملية نحو فتح الحدود البرية المشتركة.وفي 17 فبراير 1989، أعلن قادة الدول المغاربية عن ميلاد “اتحاد المغرب العربي” من مدينة مراكش. تتويجا لجهود التقارب بين عواصم المغرب الكبير.
ولكن تجري رياح السياسة والمتغيرات بما لا تشتهي الشعوب ويتوقف قطار المغرب العربي ويشتعل الربيع وتنطفىء علاقات الود السياسي. رغم ما قدم المغرب للجزائرمن إشارات للتقارب لما فيه مصلحة الشعبين ولكن نيران الفتنة أيقضها نظام العسكر الذي لديه عقدة تاريخية من المغرب بإحتضانه كيانا نشازا بأراضيه كورقة ضغط يلعب بها على الواجهتين الداخلية والخارجية.وما الحراك الذي تعرفه الجزائر إلا دليل على ديكتاتورية وعقلية الجنرالات في توثر العلاقات بين شعبين عبرا أكثر من مرة على تقاربهما الأخوي.
وللشعب الجزائري حس وطني عربي في فضح فتنة الجنرالات.. ولعنة الله على من يسعى لإيقاضها