جريدة أرض بلادي -عزيز منوشي-
ولاية أمن القنيطرة تشن حربا ضروسا على مروجي الحشيش، السلطات الأمنية بذات المدينة تلقي القبض على كبار تجار المخدرات، الشرطة تطارد تجارا للمخدرات، القنيطرة تعلن تقدمها في الحد من انتشار الجريمة و المخدرات بكل أصنافها…”، هذه بعض مقتطفات من العناوين التي تطل بكثرة على المواطنين السطاتيين عبر مختلف وسائل الإعلام.
عناوين تحيل على معطى واحد، وهو أن مسؤولي ولاية الأمن جادة في محاربة تجارة الحشيش، إلا أن جولة سريعة ببعض الأحياء خصوصا منها الشعبية( ولاد وجيه ،العريبي، قصبة مهدية ؛ المغرب العربي ؛ الاطلس؛ وريدة ؛ لابطا ؛ علامة ؛جردة القاضي ؛ برمي ) ذات الكثافة السكانية حيث القلب النابض لاستهلاك الحشيش، يوحي بواقع مغاير لذلك الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام نقلا عن بلاغات ولاية الأمن بالقنيطرة، خاصة في ظل ما يقال عن حرب المدينة ضد تجارة المخدرات، وهو الاستغراب الذي يمحى وينسى بمجرد الدخول إلى بعض”المقاهي المدمنة” حيث تتعطل حاسة الشم التي تنتفض في أول لقاء من قوة رائحة الحشيش، وبعدها بلحظات يصبح الأمر مألوفا، وكأنه الهواء منسم برائحة ما، فقد اعتاد رواد هاته المقاهي تدخين الحشيش، وأتى اخرون ليتشاركوا معهم هذا الميراث.
مقاهي حققت نجاحاً كبيرا في الشق المالي، حتى بات بين كل مقهيَين مقهى ثالث، في خرق سافر لتاريخ المقهى الثقافي، حينما كانت فضاء ليقظة الوعي العربي وتثقيف المجتمع والرقي به، بل و ملاذا لعلية القوم من رجال الفكر والسياسة و كبار المثقفين وهواة القراءة والمناقشات الفكرية الساخنة من مختلف مشارب العلم، مقاهي كانت تساوي في أهميتها الجمعيات التي كانت تجمع المفكّرين والأدباء أو السياسيّين، لكن كل هذه المفاهيم والمعاني للمقهى غائبة ومغيبة بالقنيطرة، المدينة العائمة وسط بعض المقاهي التي تغظ الطرف عن تدخين الممنوعات داخل فضاءاتها.