جريدة أرض بلادي -ليلى التجري-
بقلم: رشدي القيصر-
كل ما مر كان يستفزني للكتابة… و أنا لم أكن قادرا على الرجوع إلى ممارسة هذا الإدمان الذي كان يأخذ مني كل أحاسيسي لكي أكتب أو لكي أجن كما قيل.. فالكتابة ضرب من الجنون.. أن تكون كاتبا يعني أن هناك بعض خلايا عقلك قد أصابها التلف نتيجة فقدان شيء ما أو نتيجة غيابه..
أو قد تكتب نتيجتهما معا….
فقدانٌ نعم.. فقد فقدت الرغبة في كل شيء إلا في الكتابة لطالما كانت فعل خلاص.. هي ذلك الترياق مرُّ المذاق الذي تحس بأنه يقطع أحشائك لتستصيغه رغما عنك كي تشفى.
تشفى مماذا ؟؟ تشفى من نفسك أولا.، تلك النفس اللوامة التي تقول لك أنك عدو نفسك، ثم أنك عدو الكل..
و تشفى ثانياً من الكل.. الكل ذلك الكيان الذي يضل الهاجس في تقدمك أو السبب في رجوعك الى الوراء… لذا فإن الكتابة هي دائما فعل خلاص… فالحروف ذلك الكيان الذي يحمل في طياته أكثر من ألف معنى.. وبالتالي فالكتابة تعلو بك أو تقتلك .