جريدة أرض بلادي -شيماء الهوصي
في جنوب مدينة آسفي، حيث الشمس الحارقة والبيوت المتراصة على أرض جافة، تفاجأ سكان المنطقة بانقطاع المياه، وهو ما جعل الحياة اليومية تتحول إلى معاناة لا تطاق.
في هذه اللحظة التي تحتاج فيها كل قطرة ماء، يجد السكان أنفسهم مجبرين على البحث عن الماء في ظل ظروف صعبة. الصورة التي توثق لهذا الوضع تظهر مجموعة من الأشخاص، بعضهم يحمل دلاء فارغة، تعكس معاناتهم المستمرة في الحصول على المياه.
وفي المقابل، وفي إطار مهرجان “البحر”، أعلن حسن السعدوني، مدير المهرجان، بفخر عن تزويد مدينة آسفي باثنين وثلاثين ألف طن من الماء، وهو تصريح لاقى استنكاراً واسعاً بين سكان المنطقة الذين يعيشون واقعا مختلفا تماما.
تساؤلات عديدة تُطرح في هذا السياق: كيف يمكن أن تعلن المدينة عن استثمارات ضخمة في البنية التحتية للمياه بينما هناك مناطق تعاني من الانقطاع المستمر؟ هل يمكن أن يكون هذا المهرجان مجرد واجهة لتلميع الصورة العامة على حساب احتياجات السكان الحقيقية؟
الواقع المؤلم الذي يعيشه السكان في جنوب آسفي يُظهر بوضوح التناقض الكبير بين ما يُعلن في المهرجانات وبين ما يُعاش في الشوارع. فبينما يتفاخر المنظمون بتقديم المياه للمدينة، يواجه السكان صعوبات يومية للحصول على أبسط حقوقهم.
في النهاية، يجب أن يكون هناك تحرك جاد من قبل الجهات المعنية لمعالجة هذه الأزمة، وتوفير المياه بشكل دائم ومستدام للسكان. فمهرجانات “البحر” قد تكون وسيلة للترويج للمدينة، لكن لا قيمة لها إذا كان سكان المدينة يعانون من العطش ويعيشون تحت رحمة انقطاعات المياه المتكررة. هذه الحالة تتطلب مراجعة شاملة للسياسات المائية في المدينة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.